Al Jazirah NewsPaper Tuesday  25/08/2009 G Issue 13480
الثلاثاء 04 رمضان 1430   العدد  13480
مزارعون: إغراءات العمال اضطرتنا لاستئجار المزارع لهم
زراعة وتسويق التمور بالقصيم أمل شباب المنطقة تطفئه العمالة الوافدة

 

تقرير - عبدالله الحصان

تعد زراعة التمور في القصيم جزءاً لا يتجزأ من تاريخ المنطقة الطويل في مجال الزراعة، ويكاد لا يخلو منزل من وجود شخص أو اثنين ممن تعايشوا مع هذه الزراعة وأتقنوها!!

وتعيش القصيم خلال هذه الأيام موسم حصاد وتسويق التمور الذي تزامن مع شهر رمضان أكثر فترات العام استهلاكا للتمور حيث اتجهت المنطقة مؤخرا لثقافة مهرجانات التمور التي تستعرض عبرها منتجاتها المتنوعة من محصول التمر حتى أصبحت مركزا للتسوق لتجار ومستهلكي التمور ليس من المملكة فحسب بل من دول أخرى الأمر الذي يبشر بالخير لمستقبل زراعة وتسويق التمور في المنطقة ولكن المعضلة التي تهدد هذه الصناعة في مستقبلها القريب هو توجه العمالة الأجنبية بقوة للاستثمار في زراعة التمور وبدأت تبسط نفوذها على المزارع في القصيم عبر استئجارها من ملاكها مباشرة وتقوم بالزراعة واستخراج المحصول ومن ثم بيعه على المسوقين!

هذا الأمر لم يكن جديدا على قطاع الزراعة بالمنطقة بل سبق التمر سيطرة هذه العمالة على زراعة البطاطس حيث تقوم باستئجار المزرعة وتتولى مهمة ريها وزراعتها وحصادها ومن ثم بيع محاصيلها.

وفي هذا الجانب أوضح عدد من ملاك المزارع في القصيم ل(الجزيرة) أن الأسباب التي تدعوهم لتأجير مزارعهم بشكل دوري هو أن الزراعة ونظام الري وشراء الأدوية أصبحت مكلفة عما كانت عليه في السابق كما أن متابعتهم أصبحت شاقة كذلك وهذا الأمر يدعونا لتأجير المزرعة لهذه العمالة وأخذ مبلغ التأجير مقدماً، مؤكدين أن هذه العمالة تتقن عملها مما لا يؤثر مستقبلاً على محاصيل مزارعنا.

وأضاف الملاك: هناك عقبات عديدة تدعونا لتأجير المزرعة للعمالة التي تمتاز برغبتها الجادة في الإيجار والإنتاج وحرفيتها العالية وقدرتها التسويقية.

وخلال جولة الجزيرة بالقصيم قال عدد من مسوقي التمور في المنطقة أن هذه التمور ليست من مزارعهم بل اشتروها من عمالة أجنبية تعمل في المزارع نفسها مضيفين أن سعر كرتون السكري الصغير يتراوح بين 30 إلى 100 ريال ونحن نقوم ببيعه مجددا في السوق ونضع هوامش ربحية معقولة، مضيفين أن العمالة الأجنبية تعمل في السوق منذ سنوات وليست هذه هي السنة الأولى التي يعملون فيها.

وفيما يتعلق بتسويق التمور فقد واصل سوق التمور الدولي ببريدة منذ انطلاق فعالياته السنوية نشاطه المتمثل في حركة تداولات كبيرة للتمور يصاحبها تواجد مشترين من داخل المنطقة وخارجها، فكانت معدلات لجنة الإحصاء قد سجلت أعلى نسبة وصول للسيارات بعد مرور الأسبوع الأول من عمر السوق والتي ارتفعت تدريجياً حتى وصلت إلى 2000 سيارة في اليوم تحمل نحو 200 ألف عبوة أي حوالي 800 ألف كيلو من التمور بمبيعات يومية تصل إلى 12 مليون ريال في بعض أيام نشاطها، وتتوقع اللجنة أن تصل ذروة الموسم إلى 3000 سيارة لتسجل أعلى معدلات التداول اليومية خلال الأيام الأولى من رمضان. وشهد السوق الجديد أنواعاً متعددة من أصناف التمور الشهيرة التي يجلبها المزارعون إلى السوق الدولي الذي بات يشهد حركة من كافة الدول العربية لتأمين طلبات التمور الخاصة برمضان، حيث شكلت حركة البيع والشراء منذ بداية موسم التمور ارتفاعات ملحوظة في أسعار الشراء والصفقات اليومية التي تتم في ساحات مدينة التمور، وسجل السكري أعلى نسب تداولات بين رواد السوق ويشكل السكري 90% من التمور الواردة من المزارع.

وكان الموسم قد انطلق في سوق التمور في موقعه الجديد بمدينة التمور العالمية المنشأة حديثاً وفق أحد المعايير والتصاميم العالمية، حيث تجاوزت تكلفته الإجمالية 52 مليون ريال، وسيتم في هذا الموسم تشغيل ما نسبته 15% من المرحلة الأولى للمشروع والمتمثلة بالساحة الشمالية المخصصة للسيارات المحملة بالتمور حيث خصص مسارات لسيارات النقل الصغيرة ومسارات أخرى مخصصة للشاحنات، وتجاوزت المساحة الإجمالية للساحة 27 ألف متر مربع، كما تم تجهيز مظلة بيع معلقة بشكل هندسي مميز بمساحة سبعة آلاف متر مربع وتمت إنارتها بمعايير دقيقة لتساهم بعرض المنتج بشكل واقعي في الفترات المسائية وخاصة في شهر رمضان المبارك، كما تم تجهيز أكثر من 500 موقف لسيارات الزوار والمتسوقين وأحيط بالمشروع أربعة طرق رئيسية أحدها مستحدث مؤخراً وآخر تم إعادة تأهيله بالكامل.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد