حينما تجيء النخلة سامقة متباهية فإنها لتعلن حضورها المشرف على مسرح الحدث وهي تستحضر مكانتها المرموقة في وجدان المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- الذي يعدها عنواناً للبقاء وينظر إليها بكثير من الإجلال والتقدير فكان -رحمه الله- يقيم الشهر والشهرين في مدينة بريدة وقت (التمر) وله رؤية ضالعة في أصنافه والمفضل منه.. هذا الاهتمام جعل من النخلة أحد مكونات العلم الوطني الذي نفخر ونفاخر به ونعتز بالانتماء إليه. وفي هذا العام تشهد عاصمة التمور مدينة بريدة تظاهرة حاشدة للتمور أثارت إعجاب المتابعين والمهتمين داخل المملكة وخارجها عطفاً على كميات التمور الهائلة، وحجم التداول المالي الكبير الذي يقدر بالمليارات، والقوة الشرائية العالية، والأصناف المتنوعة.. سوق عاصمة التمور شهد في غضون السنوات الماضية قفزات نوعية وكمية متلاحقة في ظل التوسع المتزايد في غرس النخيل التي يجسدها دخول مدينة بريدة موسوعة جينس العالمية للأرقام القياسية بوجود أكبر مزرعة نخيل في العالم إلى جانب ملايين النخيل المثمرة في المنطقة التي يعرض إنتاجها من خلال هذه السوق.

وحينما يتحول الحديث إلى سوق بريدة للتمور وهو الملقب بالدولي يكون المنظر بديعاً تعجز الكلمات عن وصفه أو تصويره، فميدان المهرجان المليء بالسيارات المنتظمة في شكل صفوف وهي تحمل أصنافاً شتى من أنواع التمور وتتحرك بانسيابية يبرهن أن أبناء بريدة -صغاراً وكباراً- مبدعون دائماً وهم يديرون المهرجان من خلال القيام بأعمال مختلفة داخل السوق، حيث ساهم المهرجان في توظيف ما يزيد عن 3000 شاباً سعودياً.

إن ما يحققه سوق التمور الدولي بمدينة بريدة دلالة واضحة على أن بريدة حققت طموح أابنائها حينما عانق عنان السماء حيث أضحت مدينة التمور ببريدة صرحاً عالمياً بشكل يتناسب وحجم الإقبال الكبير وما تشهده التمور من رواج واهتمام تجاوز حدود الوطن إلى أبعد من ذلك بكثير وبصورة تؤكد أن المستقبل أكثر إشراقاً وزهاءً لتكمل هذه المدينة الحلم منظومة المدن الاقتصادية العملاقة التي ستشكل انطلاقة تنموية وحضارية ودعامة راسخة لاقتصادنا الوطني المتنامي.