تسحر العيون أشكالها وألوانها، ويستطعم اللسان مذاقها فتبقى في (الريق) عسلاً سكرياً يزيد في الانتعاش.
تسحر العيون تلك الحبيبات الذهبية التي تتخذ أشكالاً متعددة منها الأسطوانى وقمتها مخروطية، ومنها المدبب ومنها المستدير وجميعها ذات قوام يتلون بعدة ألوان. تجذبك لأنها الصديق الوفي، والنفع الخفي، رمز الضيافة تقدمها يوم اصفرارها أو حين تلين.. إنها التمرة حينما تختال في سوق التمور الدولي بمدينة بريدة، وتتراقص لتنبثق أسرارها من بين ثنايا كل ثمرة خلقها الله، ولتشعل معها قلوب عشاقها، وقد أعلنت الانتصار، وارتفعت راياته في سباقٍ متمثلة في أطروحات الإعلام محلياً وعربياً ودولياً، وكأن خمائلها المشتملة من لون كالذهب وطعم لذيذ وفوائد جمة في تحالفٍ عجيب واجتماع مهيب، قاصدة الاحتفال وترك السجال، فنثرت الإشادات لتصفها بأنها الجذابة، بين المناظر الخلابة، بألوانها وأصنافها.
أنها التمرة في سوق بريدة ينتاب المار سكون، وصمت لا يخالجه إلا الفضول بما هو آت، حتى تتفجر أمامه صورة بديعية، تكسر حاجز سكونه، وتثير حواسه وشجونه، فتسحر عيناه، وتلجم فاه، فتلتهب مشاعره، وتهيج خواطره، من قوة المنظر، وروعة المشهد، كأن تلالها في العبوات والقمم في طريقة عرضها قد تباعدت عن بعضها، باتفاق بينها، لتترك مجال الحديث لغيرها، فقد أحدثت شقاً في العالم.. عنوانه: يا مدور على (العلة).. ترى تمور بريدة صعبة.
