بداية نرفع الأيادي لله حمداً، وله نسجد شكراً على سلامة أميرنا المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف آل سعود مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية؛ من محاولة اغتيال نفذتها يد خائنة؛ قدّم لها الصفح والأمان والإحسان فقابلته بالغدر والنكران وفي شهر القرآن رمضان؛ يدٌ لا تعرف من الدين إلا اسمه، تتلبس بالإسلام وهو منها براء؛ فأي دين ذلك الذي يستبيح ويمتص دماء الأبرياء.

إن هذه الحادثة الآثمة والمحاولة البائسة لها دلالات كبيرة أهمها: أن استهدافها لفارسَ مكافحة الإرهاب الأمير الشاب محمد بن نايف الذي امتطى صهوة العمل الجاد والمخلص في تطهيره وطنه من تلك الفئة الفاسدة الضالة؛ فاستطاع مع رجاله تفتيت خلاياها والقضاء على رموزها عسكرياً بالضربات الاستباقية؛ والأهم فكرياً من خلال المشروع الفكري الطموح بجانبيه: المناصحة والمعاملة الإنسانية وسياسة الباب المفتوح لمن اعتنقوا ذلك الفكر الضال أو تأثروا به ثم عادوا وتابوا عنه؛ وكذا توعية المجتمع بخطورة هذا الفكر على الدين والفرد والمجتمع. فهذه المحاولة دليل على نجاح هذا المشروع في تحقيق أهدافه في محاولة تحييد هذا الفكر؛ فكان فارسه الهمام في مرمى السِّهَام وأمام بوابة المدفع.

أيضاً هذه الحادثة تثبت أن هذا الفكر ورغم تلك الجهود ما زال يجد أرضاً خصبة عند بعض العقول المتعلمة للأسف كما أثبتت قائمة المطلوبين الأخيرة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية؛ وهنا إشارة ودلالة أخرى تؤكد على أهمية تفاعل المجتمع بكل أطيافه ومؤسساته الحكومية والخاصة في محاربة تلك الأيدلوجيات من خلال نشر الوسطية، وفضيلة الحوار وقبول الآخر.

أخيراً هذه الحادثة استهدفت الوطن بأكمله فعلى جميع من يعيش على ثراه أن يكون رجل أمن في تفكيره وفطنته وعدم انسياقه واتباعه لكل ناعق ومعاملة هذا الفكر وأربابه والمتأثرين به بسياسة سوء الظن فقد قالت هذه الحادثة لا حسن ظن مع هؤلاء. الوطن مسؤولية الجميع فليقم الجميع بواجبه.