Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/09/2009 G Issue 13503
الخميس 27 رمضان 1430   العدد  13503
أهلاً بشهر الخير والطاعات
عبدالله القاق

 

يستقبل المسلمون هذه الأيام شهر رمضان المبارك، شهر الصوم والعبادة وقيام الليل وإخراج الصدقات، ففي هذا الشهر الذي يعتبر مدرسة ربانية روحانية أهداف وقيم نبيلة هدفها تقويم النفوس وتهذيب الخلق وتعويد النفس على الصبر والتذكير بالفقراء والمساكين وتوجيد حالة المجتمع، فإنه يتوجب علينا في الشهر المبارك نبذ الكراهية والأحقاد والعمل على صلة الرحم، والسعي لإصلاح ذات البين بين الإخوة المسلمين، لأن هذا الشهر اختصه الله لنزول القرآن الكريم فيه ليكون نبراساً يضيء الدنيا حيث قال سبحانه وتعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} سورة البقرة آية 185، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} سورة القدر 1-5، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ، ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرح بهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه)) (متفق عليه).

في هذا الشهر الكريم يجب أن يقوم المسلم بزيادة الصلوات والطاعات.. والبعد عن النميمة، والنفاق والبغضاء، والإخلاص على العمل الصالح لخدمة وطنه وأمته.. فالصوم يحرر النفوس من أسر الشهوات.. فهو الذي يمضي يومه صائماً طائعاً مقاوماً لشهواته.. وإن ثمار هذا الصوم هو التقوى لأنها تدعوه للحفاظ على جوارحه وحواسه أثناء الصوم، فلا يغضب ولا يرفث ولا يشتم أحداً، بل عليه بذل كل ما يستطيع لصون لسانه عن قول الزور والغيبة والنميمة.

إننا في هذا الشهر الكريم نأمل أن تتحقق الغايات والعبر والدروس معه، وأن نكثر من العبادات.. والابتعاد عن الذنوب والآثام.. لنسمو بنفوسنا ونحقق أهدافنا الإنسانية والإسلامية خاشعين مبتهلين إلى الله أن يحفظ الجميع من مفطرات الصوم.. وإلا فإن الجوع والعطش والصداع ليست غاية للصائم ولا منتهاه.. فعلينا الإفادة من شهر الصوم ليأخذ المسلمون منه زادهم الروحي ويستمدوا منه الرشد والصلاح.

فأهلاً بشهر التوبة والطاعات.. هذا الشهر الذي يتنافس المسلمون خلاله على تأدية الطاعات وزيادة الخير والحد من الإفراط في الأكل والشرب عند الإفطار.

abdqaq@orange.jo



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد