Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/09/2009 G Issue 13503
الخميس 27 رمضان 1430   العدد  13503
خطورة الألعاب النارية
صالح بن عبدالله الزرير التميمي

 

في كل عام ومع إطلالة شهر رمضان المبارك تظهر بعض الألعاب النارية التي يروّجها أناس هدفهم كسب المال وتضييع وقت أبنائنا بما لا يفيد ولا ينفع بل بما يضرهم في دينهم وفي أنفسهم، وهذه الألعاب تظهر غالباً في شهر رمضان وخاصة عند المساجد أثناء صلاة التراويح والقيام، وقد تأذى المصلون من ذلك، وكذلك في المناسبات كالأعياد، وقد تضرر منها الكثير خاصة الأطفال بل المجتمع كله، حتى رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأذوا منها وممن يبيعها خصوصاً في الأسواق، ولاقوا حرجاً كبيراً أثناء قيامهم بواجبهم، والمستشفيات خير شاهد على كلامي، وقد سمعنا وقرأنا بل ورأينا من فقد عينه أو حصل له عيب في جسمه من الأطفال بسبب هذه الألعاب الخطرة وهلم جرا من الإصابات، ومن يبيعها لهم يستغل تعلقهم بها وحبهم لها فيبيعها لهم بأغلى الأثمان لعلمه أنهم سيشترونها مهما كان الثمن. وكم أتمنى من كل قلبي أن يُوقف هؤلاء عند حدهم ويُمنعوا من بيعها واستغلال الأطفال، ومن يخالف يعاقب بالسجن والغرامة، وهو ما أدعو الجهات الأمنية لتطبيقه في حقهم عقابا لهم مع التشديد على منعها، وأتمنى أن يلقى ما دعوت إليه الاهتمام والعناية والرعاية والعمل.

ومن يشاهد الباعة والمروجين لهذه السلعة السيئة الخطيرة التي جلبت الضرر لأطفالنا وهم يفترشون الأرصفة ويجوبون الشوارع بحثا عن الأطفال لبيعها لهم يدرك الخطر الذي يحدق بأبنائنا، وأن هناك من يتربص بهم الدوائر ويسعى ببضاعته المهلكة لصدهم عن عبادة الله واستغلال الوقت بما يفيد وينفع.

ويا ليت البلديات تكثف من جهودها بمنعهم من افتراش الأرصفة وبيعها في الشوارع ومصادرة ما معهم من مفرقعات وألعاب مضرة، وإذا تضافرت جهود الجهات الأمنية والبلديات ستختفي هذه الظاهرة وسنرتاح ويرتاح أبناؤنا من شرها وشر أهلها ممن يروجونها ويستغلون صغار السن لبيعها لهم، والخوف كل الخوف من استغلال هؤلاء لصغار السن في تحقيق مآرب أخرى لا تحمد عواقبها! وإنني أعتب على كل أب يترك لابنه الحبل على الغارب ليذهب إلى أي مكان ويشتري كل ما يريد حتى وإن كان ممنوعا ويلحق به الضرر، وقد تندّم الكثير من الآباء أشد الندم عندما أهملوا أبناءهم وتركوهم يسرحون ويمرحون دون رقيب ولا محاسبة لهم. وعبر جريدتنا الغالية (الجزيرة) التي يحرص القائمون عليها أشد الحرص على كل ما من شأنه نفع المسلمين والسعي لتقديم كل ما فيه صلاح أبنائنا نحسبهم كذلك والله حسيبهم، أدعو كل أب إلى تربية أبنائه التربية الصالحة ومتابعتهم ومراقبة تصرفاتهم ذكورا وإناثا دون الإساءة لهم ومنعهم من شراء كل محرم وكل مضر.. وفي ذلك خير لهم في دينهم ودنياهم. وكلما كان الابن صالحا كان أنفع لوالديه، زيادة على عدم الإسراف في دفع المال لهم مع معرفة إلى أين سيؤول ما أخذوا منه من مال. والأب الذي يتابع أبناءه ويتابعهم ويهتم بهم وبما يقومون به من تصرفات محب لهم وهو الأب المثالي الذي سيجني ثمرة حرصه الخير في الدنيا والآخرة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

وفي نهاية مطافي وما جاد به قلمي من نصح وتوجيه ودعوة لنبذ تلك الألعاب التي ضيعت الكثير من أبنائنا أذكر ما أفتى به فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين حيث بيّن حرمة بيع هذه الألعاب وحرمة شرائها، وأن المال الذي يُكتسب من بيعها مال حرام، وأن في اللعب بها خطراً وإلقاء بالنفس إلى التهلكة كما أفتى بذلك - رحمه الله - وغيره من العلماء الأجلاء، فهل بعد هذه الفتوى سيبيع ويروج هؤلاء هذه السلعة الممنوعة الخطيرة المضرة التي لا فائدة منها غير الإثم، وقد يلحقهم من بيعها دعوة مظلوم من إنسان لحقه أو لحق أحد أبنائه ضررها فتصيب البائع والمستعمل بأذى خاصة في الشهر الفضيل الذي تقال فيه العثرات وتغفر فيه الزلات وتجاب فيه الدعوات.. فالحذر الحذر من بيعها واستعمالها حتى لا يطولنا شرها وأذاها فنخسر كثيراً في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد؟.!

أسأل الله عز وجل أن يصلح أحوالنا جميعا ويهدينا لما فيه الخير والصلاح والفلاح في الدارين، ويبعد أبناءنا عن كل ما يضر بهم، ويهديهم سبل السلام ويجنبهم رفقاء السوء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.



abuabdulh58@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد