Al Jazirah NewsPaper Thursday  17/09/2009 G Issue 13503
الخميس 27 رمضان 1430   العدد  13503
فكر الإرهاب يظهر ويغيب.. يزيد وينقص
فهد بن سليمان بن عبد الله التويجري

 

لقد اطلعت على ما كتبه الدكتور محمد الهدلاء، في صفحة الرأي يوم الأحد 4 شعبان 1430هـ عن أسباب وأبرز سمات المتطرفين، وحيث إن الدكتور الفاضل احسن في طرحه، إلا أن هذا الفكر ليس وليد الساعة، فهو فكر قديم ظهر زمن الرعيل الأول، ظهر عبر عصور مضت، يتمثل في شخصيات وجماعات تظهر ثم تغيب بحسب قوة الفكر المضاد له، فهو يشتد ويضعف حسب قوة مواجهته. لقد ظهر هذا الفكر زمن الخلافة الراشدة ثم عصر بني أمية ثم بني العباس ثم في زمن الخلافة العثمانية، إلى وقتنا الحاضر، وظهور هذا الفكر ليس في جهل أصحابه بقدر ما هو في سوء فهمهم لنصوص الشرع.

لقد تحدث الكثيرون عن أسباب الإرهاب عبر الصحف والقنوات، منهم من أصاب ووصف الداء والدواء، ومنهم من جانب الصواب فلم ينتفع القارئ أو المشاهد بما قال، ولعل من أسباب الإرهاب:

أولاً: ذكر مساوئ الحكام وتتبع أخطائهم، روي عن عبد الله بن عكيم أنه قال: (والله لا أعين على دم خليفة بعد عثمان، فقيل له رحمك الله يا أبا معبد أو أعنت على دمه، فقال نعم بذكر مساوئه).

ثانياً: عدم معرفة عقيدة السلف مع الحكام (ولاة الأمور).

ثالثاً: التأثر ببعض الأفكار الوافدة.

رابعاً: الرغبة الملحة لدى الخارجين في مجتمع مثالي من الدرجة الأولى (ملائكي).

خامساً: بعض الشُّبَه التي تلقفها الإرهابيون من شيوخهم في الخارج.

سادساً: الخلط الواضح عند هؤلاء بين الإرهاب والجهاد المشروع.

سابعاً: تركيز هؤلاء الخارجين على نصوص وترك بقية النصوص (النظر بالعين العوراء).

ثامناً: الإحباط النفسي عند هؤلاء الخارجين في مواكبة العصر وتطوراته.

تاسعاً: الجهل بسماحة الإسلام وسعته، وأنه للعالم كله {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.

عاشراً: الجهل بما عليه رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - وكيف كانت حياته وتعاملاته مع غير المسلم (المعاهد) والكافر الأصلي.

الحادي عشر: الجهل بتاريخنا الإسلامي وما مر على الأمة من فتن وملاحم وكيف كان التعامل معها، من قبل سلفنا الصالح - رضوان الله عليهم -.

الثاني عشر: الاغترار ببعض الرموز والقيادات.

الثالث عشر: اعتزال هؤلاء جماعة المسلمين ومحاضراتهم وندواتهم، وتفرد شياطين الأنس والجن بهم (إنما يأكل الذئب القاصية من الغنم).

الرابع عشر: ما عليه الخارجون من الغرور بأنفسهم، حيث يرون أنهم أفضل أهل زمانهم، وأنهم غرباء، وأنهم خلاصة المجتمع، والكل هالك في نظرهم، ومن هنا حصل هلاكهم (من قال هلك الناس، فهو أهلكهم).

هذه بعض الأسباب بعد الاستقراء والتتبع.

مدير إدارة الأوقاف بمحافظة المجمعة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد