قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.
|
روى البخاري عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فالرسول صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة).
|
في صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا ليلة القدر فتلاحى - أي تخاصم وتنازع - رجلان من المسلمين، فقال: خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة).
|
كان الصحابة رضوان الله عليهم يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم. وكان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
|
وكان السلف يقبلون على قراءة القرآن، فمنهم من يختمه ثلاثين مرة، وروي أن الشافعي يختمه في رمضان ستين مرة. وإن كان هناك من اختلاف في مسألة ختم القرآن في أقل من ثلاث، فقد قال ابن رجب الحنبلي: وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك. فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً للزمان والمكان، وهذا قول أحمد واسحاق وغيرهما.
|
|
وشهر الله منه قد تراءت |
إشارات البشائر بابتسام |
أتى يروي الورى جوداً فأهلاً |
بجود الغيث من حوض الغمام |
نعم رمضان نعم الضيف وافى |
بأنس أمانِهِ بين الأنامِ |
قِراهُ واجب بر وتقوى |
وإن البر من شيم الكرام |
وفي رمضان تحدث الطرائف المختلفة زماناً ومكاناً، ولعلي أذكر بعضاً منها:
|
قيل لبعض الحمقى: كيف صنعتم في رمضان؟
|
فأجابوا: اجتمعنا ثلاثين رجلاً فصمناه يوماً واحداً.
|
ضاع لأحدهم حمار فنذر أن يصوم ثلاثة أيام إن وجد الحمار. وبعد فترة من الزمن وجد حماره فأوفى بنذره وصام الثلاثة أيام. وما إن أكمل الصيام حتى مات الحمار، فقال: لأخصمنها من شهر رمضان.
|
اجتمع الناس ليلة لرؤيته فكانوا يحدقون في الأفق ولا يرون شيئاً. فصاح رجل أحمق من بينهم لقد رأيته لقد رأيته. فتعجب الناس من قوة إبصاره وهتفوا: كيف أمكنك أن تراه دوننا؟ فطرب الرجل لهذا الثناء وصاح: وهذا هلال آخر بجواره! فضحك الحاضرون منه.
|
|