كثير من الأمور التي تطرق لها كثير من الكتاب وكتبوا عنها ومن بينها ما أنا بصدد الكتابة عنه وأنا هنا لن أردد ما قرأت من قبل بل سأطرح رأيي اعتباراً سيكون شخصيا ربما أصيب فيه وربما العكس فقد كتب الكثيرون عن قضية التشدد وأقصد بالتشدد هنا هو التشدد في الفكر الديني وكيف صوّر بعض الكتّاب أن التشدد لا يكون إلا في الأمور الدينية، فالتشدد ليس حكراً على أولئك المتعصبون لدينهم فقط ففي مختار الصحاح (شدّد شيء شَدِيدٌ بين الشدة بالكسر وقد اشْتَدَّ وشَدَّ عضده قواه وشَدَّهُ أوثقه يشُّدُّه ويشِّدَه بالضم والكسر شَدَّا فيهما وقوله تعالى {حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} «أي قوته».. انتهى

وفي لسان العرب وجدت تعريفا أطول لكن اقتبست منه المبتغى لأني في هذا المقال لست بصدد شرح وسرد تعريف الكلام فيقول: (والمُشادَّة في الشيء: التَّشَدُّد فيه) فمن قراءاتي ومتابعاتي في الصحف اليومية والمواقع الإلكترونية اقرأ كلمة (متشددون) تُطلق فقط على أصحاب الفكر الضال ومن جهة أخرى عندما نقول كلمة (متشدد) يطرأ على أذهاننا رجال الدين وكأني بهم على هيئة رجل كثّ اللحية مُقطّب الجبين منتفخ الأوداج يلوك بمسواكة بعنف ذات اليمين وذات الشمال؟ أنا لا أنكر وجود هذه الفئة في مجتمعنا لكن لا أرى أن مصطلح (متشددون) حكرا عليهم، ففي الجانب الآخر نرى فئة يعارضون كل رأي يأتي من أي رجل دين أو فتوى صادره ولا يلقون بالا لوجودهم ويعتبرونهم (متخلفين) ومخالفين وما إلى ذلك. نسمع دوماً بالرأي والرأي الآخر لكن نقرأ الرأي ونرى تهميش وجود الآخر خصوصا عند المتشددين من الفئتين.

فكل فئة ترى أنها الصواب وأن الأخرى تجانب الصواب وهذا يكتب والآخر يكتب والفجوة تكبر ونحن بحاجة لتقليص تلك الفجوة.

قمت بطرح تساؤل عن مرادف معنى كلمة (متشدد) فكانت أكثر الإجابات تقول (متحرر)..!!! فالكثير أصبح عندهم إيمانا مطلقا بأن التشدد فقط لمن يغلو في الدين وأن التحرر لمن يخالفهم بالرأي.

فالمتشدد من وجهة نظري هو من يتعصّب لرأيه دون آخذ أي اعتبار لرأي الآخر سواء كان رجل دين أو غيره لأن ألدين لم يقيد حريات الآخرون.

وأخيراً لن أجرد حريّة أي قلم أو فكر لآن كل نفس مسئولة عن ذاتها لكن أتمنى أن نقرأ بعقلانية.