Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/09/2009 G Issue 13510
الخميس 05 شوال 1430   العدد  13510
جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عودة إسلامية لبناء الإنسان حضارياً

 

أن تكون متلقياً للعلم، ومستوعباً للتطورات التي تحققها الحضارة الإنسانية، فهذا مطلب إنساني ملح وضروري حتى تكون متفاعلاً مع ما يحدث في عالمك. أما أن تكون فاعلاً ومصدراً للعلم والمعرفة، مساهماً في صنع الحضارة الإنسانية، فإنك تكون بهذا متفاعلاً إيجابياً، ومساهماً فعالاً في تطوير الحضارة الإنسانية، ويحق لك أن تشارك في وضع قيم العصر الذي تعيشه، وتسهم في تحسين أسس وقوانين التعامل مع الأمم الأخرى التي تقاسمك العيش على هذا الكوكب.

والحضارة الإنسانية التي وصلت إلينا ما هي إلا تراكمات وإضافات أسهمت كل أمة بجزء منها، ولنا العرب جزء مهم في البناء الحضاري التراكمي. وإن تراجع هذا الدور، فإن النهضة التي تعيشها أقطار عربية وإسلامية الآن تبشر بآفاق رحبة، وتؤشر لعودة إيجابية للمسلمين، للإسهام مجدداً في تنامي البناء الحضاري الإنساني. فبعد أن كان كل العرب والمسلمين متلقين للعلم، ويستقبلون ما تجود به قريحة العلماء في الغرب والشرق، بدأ الإسهام العلمي الحضاري والإنساني للعلماء والباحثين العرب والمسلمين يجد فسحة من المشاركة. وإن تم ذلك من خلال وجود العلماء والباحثين وطلبة الدراسات العليا من العرب والمسلمين وأبناء الدول النامية في الجامعات ومراكز الأبحاث الغربية، وهو ما يجعل نتاج وجهد هؤلاء العلماء والباحثين يضيف لتلك الجامعات والمراكز قيماً علمية وفوائد أدبية، وحتى مكاسب مادية مما يقدمه هؤلاء العلماء والباحثون من اختراعات ونتائج ما كان لها أن تتم لولا ما توفر لهم من مناخات علمية وأجهزة ساعدتهم على تحقيق ما توصلوا إليه نتيجة تطورهم الذهني والعلمي.

ومن هنا أخذت كثير من الدول النامية التي تعاني من هجرة أبنائها النابغين من العلماء في استيعابهم من خلال توفير الإمكانيات والمناخات التي تجعلهم يواصلون أبحاثهم ودراساتهم في بلدانهم، لتكون الفائدة مضاعفة للوطن والإنسان والبشرية جمعاء. لأن العالم والباحث في بيئته يبدع أكثر وينتج أفضل، كما أن الأمة تصبح مساهمة إسهاماً إيجابياً، ومشاركة في التنمية الحضارية. وهذا لا يتأتى إلا بعد أن يستكمل البنية الأساسية العلمية، من خلال استكمال البناء التعليمي، وصولاً إلى أعلى الهرم الجامعي الذي يمد الوطن بالعلماء والباحثين. وعندها يتوجب توفير وتهيئة البيئة العلمية التي تصبح أكثر فائدة وتحقيقاً للهدف بأن تكون مفتوحة لعلماء وباحثين من أمم أخرى من أجل توفير التنوع وتعدد الفهم الحضاري والثقافي والعلمي، وهو ما نراه يتحقق اليوم على أرض المملكة العربية السعودية. فجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي افتتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمشاركة العديد من قادة الدول ونخبة طيبة من العلماء والمفكرين، إنما هي إسهام علمي وحضاري سعودي ويؤشر لعودة إسلامية موفقة وقوية من خلال المملكة العربية السعودية ببيت الحكمة السعودي.. جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للمشاركة وللإسهام الإيجابي في البناء الحضاري للبشرية.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد