Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/10/2009 G Issue 13534
الأحد 29 شوال 1430   العدد  13534

الملك عبدالعزيز.. بأقلامهم وأقوالهم

 

تموج مشاعرنا نحن أبناء وعشاق هذه البلاد التي غمرت بأمومتها أنفساً تعلمت الوفاء على أيدي رجالها وشجعانها، وتلقنت دروس البطولة على أيدي فرسانها، وتخرجت في مدرسة عبقرية مؤسسها البطل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الذي وطد أمنها، ووحدها، وغرس نواة شجرتها المباركة، ووحد شمل أبنائها بعد شقاق وفراق؛ فأصبحت الأعين ترنو إلى كل ما تراه من مظاهر الإخاء بين مواطنيها، ومن مظاهر الرفاهية والنعيم ومظاهر الحضارة والتطور والنمو المطرد في شتى مرافق الحياة، كل هذا وذاك ما هو إلا ثمرات كفاح الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن نتائج نضاله وحصيلة جهاده ومن حسناته ومساعيه الطيبة وفضائله ومُثله وقِيَمِه وشِيَمه، ولقد سار أبناؤه على نهج والدهم -غفر الله له وطيَّب ثراه-.

وبذلك تغنى الشعراء، فها هو ذا الشاعر فهد بن دحيم -رحمه الله- يقول:

سلام يا حر تعالى واشتهر

عقيدة الإسلام يرفع شانها

لي قيل أبو تركي من العوجا ظهر

من هيبته تخامرت عقبانها

ويقول في موضع آخر:

سلام يا شيخ على الحكام صيته رفيع

لين اصطفق في نجد تسكن عقب زلزالها

نمشي براي الله ثم براي أبو الجميع

عبدالعزيز اللي حكم نجد وحمى جالها

وتحضرني في هذا المقام، مقام ذكرى مؤسس الوطن، إحدى خطب الملك عبدالعزيز التي ألقاها في المدينة المنورة، حيث قال - رحمه الله-: (... إننا نبذل النفس والنفيس في سبيل راحة هذه البلاد وحمايتها من عبث العابثين ولنا الفخر العظيم في ذلك.. وإن خطتي التي سرت ولا أزال أسير عليها هي إقامة الشريعة السمحة، كما أنني أرى من واجبي ترقية جزيرة العرب والأخذ بالأسباب التي تجعلها في مصاف البلاد الناهضة مع الاعتصام بحبل الدين الإسلامي الحنيف وإني أعتبر كبيركم بمنزلة الوالد وأوسطكم أخاً وصغيركم ابناً فكونوا يداً واحدة وألفوا بين قلوبكم لتساعدوني على القيام بالمهمة الملقاة على عاتقنا.. إني خادم في هذه البلاد العربية لنصرة هذا الدين وخادم للرعية، الملك لله وحده وما نحن إلا خدام لرعايانا، فإذا لم ننصف ضعيفهم ونأخذ على يد ظالمهم وننصح لهم ونسهر على مصالحهم فنكون قد خنا الأمانة المودعة إلينا، إننا لا تهمنا الأسماء والألقاب، إنما يهمنا القيام بحق الواجب لكلمة التوحيد والنظر في الأمور التي توفر الراحة والاطمئنان لرعايانا. إن من حقكم علينا النصح لنا، فإذا رأيتم خطأ من موظف أو تجاوزاً من إنسان فعليكم برفع ذلك إلينا لننظر فيه، فإذا لم تفعلوا ذلك فقد خنتم أنفسكم ووطنكم وولاتكم...).

وبمناسبة اليوم الوطني، هذا اليوم العزيز على قلوبنا، وهو يوم توحيد المملكة العربية السعودية على يد القائد العظيم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، سنورد بعض ما ذكره الغرب عن الملك عبدالعزيز، فمما كتب في مجلة بريطانيا العظمى عام 1945م: (... لا يسع المرء إلا أن يعجب لشخصية الملك عبدالعزيز آل سعود، ويؤخذ بها أخذاً.. والواقع أن المملكة العربية السعودية هي ابن سعود لا أكثر ولا أقل؛ فقد أُوتي براعة سياسية لا يرقى الشك إلى مقدرته فيها، وقدرة فائقة على إثارة مشاعر الرجال، وفراسة في معرفة خافية النفوس واتجاه الحوادث، وقد اقترنت هذه المواهب جميعاً بصدق التعبير عن قضية العرب، وإيمان بالغ بها، وليس من شك في أن اسم عبدالعزيز آل سعود سيخلد في التاريخ، بل خلد فعلاً...).

ويقول روي لبكيتشر عام 1950م: (... كان أبرز ما ظهر من صفات ابن سعود بعد استيلائه على الرياض القوة والشجاعة والحيوية البالغة والجاذبية الخلاّبة والشخصية المحبوبة وصواب الفكرة والاستقامة التامة مضافاً إليها خلق المقدرة على العفو عن أعدائه من جهة والشدة بل القسوة من جهة أخرى عند الاقتضاء...).

ويقول الأمريكي جون جنتر 1939م: (... إن الإقليم الذي تنطبق عليه الصفة الاستقلالية أعظم انطباق هو العربية السعودية التي يحكمها الملك ابن سعود أعظم عربي في الشرق الأوسط...).

ويقول إيفننج وورلد 1938م: (... ابن سعود رجل ذو خلاق قوي وإدارة نافذة استطاع بها أن يؤسس الوحدة والنظام في مملكته الواسعة التي لم يسبق لها أن عرفت السلام قط إلا في أيام حكمه وهو أعظم شخصية في العالم العربي اليوم...).

وتقول الكاتبة الفرنسية أندريه فيوليس عام 1937م عن الملك عبدالعزيز: (... حاد النظرات ينظر إلى محدثه ويدرسه دراسة سريعة، هذا هو ملك الجزيرة العربية الذي قام بما يشبه المعجزات وأسس ملكه بين عشية وضحاها بغير وجل، وهو بعيد عن المطامح طول التروي لا يحب المجازفة ويعتقد أن الاستعداد للأمر ودراسته هما الوسيلتان للنجاح...).

ويقول الكاتب الإنكليزي كنث وليمز: (... من النادر أن تجد رجلاً تجمعت فيه المزايا التي تجمعت في ابن سعود فهو جندي موفق ظافر ومصلح مبدع مبتكر ونقي ورع صالح وجواد سخي سمح راسخ وطيد متين ذكي حاذق لبيب وشجاع جريء مقتحم وإنسان لطيف مهذب نبيل في تواضعه جليل في احتشامه...).

ويقول المستشرق المجري الدكتور جرما نوس عام 1935م في الملك عبدالعزيز: (... الملك الذي جرد السيف في سبيل دينه وعقيدته يجمع في طبيعته روح الحرب وروح السلم لا يقاتل الناس ولا يعتدي عليهم وإنما يحارب الجهل ويقاتل الجمود ويكافح التأخر...).

ويقول عوني عبد الهادي: (... شيئان هائلان في الجزيرة؛ الصحراء، وابن سعود، ابن سعود عبارة عن عالم في رجل ملم كل الإلمام بدخائل ملكه مؤمن متدين إلى حد عظيم، قالوا إن الذي يصغي إليه وهو بقراءة كتاب الله في الليل لا يملك نفسه عن البكاء...).

ويقول محمد أبو الفتح: (... ليس ابن سعود من أعظم رجال القرن العشرين فحسب، بل هو من أعظم رجال التاريخ كله ولست أنا الذي أصدر هذا الحكم وإنما أصدره إنكليزي عرف عبدالعزيز من زمان طويل وتتبع سيره منذ كان فتى شريداً طريداً إلى أن أصبح الملك المطلق في جزيرة العرب...).

سلام ياحرٍ على العالم ظهر

لي طار تاقع له جميع أحرارها

من ماكره حرٍ تنهض واشتهر

ثم اصطفق في نجد وأمن دارها

عبدالعزيز اللي على العوجا ظهر

بالدين والدنيا وذبح أشرارها

هذا الأبيات من قصيدة للشاعر المرحوم عبد الرحمن بن صفيان ألقاها على الملك عبدالعزيز بعد توحيد المملكة بعد إصدار الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- المرسوم الملكي رقم 2716 في 17 - 5 - 1451هـ يقضي بتغيير اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، وذلك اعتباراً من 21 - 5 - 1351هـ، وأُقيم حفل بهذه المناسبة وكان أول يوم وطني للمملكة العربية السعودية، وبهذه المناسبة ألقى الشاعر المرحوم عبد الرحمن بن صفيان قصيدته التي منها هذه الأبيات:

يالمملكة فوزي عسى يومك سعيد

الحمد للي زاد نورك ذا بنور

يوم أن أبو تركي طلع شبحه بعيد

تذكر الهدات في هاك العصور

من قام بتوحيد حنا له عضيد

ومن خالف المله نعشيه الطيور

متعب بن صالح الفرزان - العمارية


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد