في المراحل الأولى للشاب والشابة تكون الرؤية في القراءة غير واضحة - هذا إن كان هناك قراءة أصلاً - وفي بعض الأحيان يتعلق هؤلاء بكتب أو مجلات غير هادفة أو مفيدة (ولا أقول سيئة).
هل نمنعهم من هذه القراءة لأنها غير مفيدة، وتعد ضياعاً لوقتهم؟
هذا الرأي لدى الكثير من الآباء والأمهات، فهم يضعون (رقابة كاملة) على ما يقرأ النش والذي لا يقرأ إلا القليل بل، أقل من القليل.
ومع تفهمي لوجهة النظر هذه التي يطغى عليها الجانب العاطفي والتوجيهي، إلا أني لا أمانع (وقد أرحب) بقراءة النش بقراءة غير هادفة ولا مفيدة أول الأمر، لأن هذه القراءة هي بمثابة تمرين وتهيئة لمرحلة من القراءة فيما بعد، وهذا أمرٌ رأيناه وشاهدناه في أنفسنا وفي غيرنا، لأن هذه القراءة تعطي النشء القواعد الأولية في القراءة والتعامل مع الكتاب، فمنع هو في مقتبل عمره من القراءة بحجة أنها غير نافعة في تقديري يحتاج إلى مراجعة لأن القراءة غير الهادفة من المحتمل أن توصل إلى قراءة هادفة، أما المنع من القراءة بشكل عام فهو قاطع للعلاقة بالكتاب.
أخيراً أنا أقصد بالقراءة غير الهادفة تلك القراءة التي جاوزت حدود التسلية فيها الحد المطلوب أو الكتب والقصص التي لا تعطي للقارئ دروساً يجنيها في حياته بل هي قراءة للمتعة الخالصة فقط، ولا أعني القراءة الضارة أو في الكتب التي عليها تحفظ شرعي أو اجتماعي أو أخلاقي.
للتواصل:
Tyty88@gawab.com