الهزاع هنا هو الممثّل المخضرم المعروف عبد العزيز الهزاع الذي اشتهر بكونه يستطيع أن يقدّم مشهداً تمثيلياً متكاملاً يمارس فيه بمفرده جميع أدوار شخصيات المشهد التمثيلي one man show)، ومن الطريف أن الهزاع عمل في وزارة التربية. ولكن ما علاقة الهزاع بالتعليم؟ إذا كان الهزاع استطاع بمفرده أن يقدّم مشاهد كوميدية ناجحة دون أن يشاركه أحد فإني أتعجب كيف تستطيع وزارة التربية أن تتحمّل بمفردها جميع مسؤوليات تطوير وتقديم التعليم في بلادنا دون أن يشاركها أحد، حتى من قبل أهم وأقرب شركائها وهم عائلات الطلاب.

إذا كان أداء الهزاع الفردي أطرب أفراد جيله، فإني أشك أن أداء وزارة التربية سيطربنا طالما بقيت تدير تعليمنا بشكل فردي ومعزول.

أجزم أن وزارة التربية لم تتعمد تهميش أدوار شركائها في التعليم، لكنها على أي حال وجدت نفسها في مثل تلك الظروف الخانقة دون أن تفعل شيئاً. دعوني هنا أسأل: من هم شركاء الوزارة الذين تركوها تؤدي المشهد التعليمي بمفردها؟ إليكم بعضاً منهم: أولياء أمور الطلاب، الجامعات، المفكرون، جمعيات معلمون، جهات مختصة تبني المدارس، مؤسسات تربوية خاصة تعنى بتدريب المعلمين وبتجديد ونشر المناهج الدراسية وبتطوير تقنيات التعليم، هيئات تشريعية عليا تقر النظم الحاكمة للتعليم. إذا كنا نحلم بتعليم عالي الجودة في مثل تلك الظروف فهذا هو الوهم بعينه.