لدي جينات وراثية لا أعلم كيف سيطرت على بقية الجينات الأخرى، ربما لأنها ورثي الوحيد من والدي وهي السخرية من كثير من أمور الدنيا؛ فكل ما رأيته من مظاهر خارجية سواء من المعتدين على الوجاهة أو الثقافة ممن لا يعرفون من هذه الأشياء إلا مظاهرها دون جوهرها من خدمة للبشرية ويبدو أمام المجتمع متذمراً من وضع الوجاهة الاجتماعية وكأن المجتمع هو من فرض عليه هذه الوجاهة على الرغم من حرصه على ظهوره في معظم المناسبات وحرصه على إلصاق نفسه بجانب بعض الشخصيات المهمة التي غالباً ما يتحدث عنها الإعلام لإظهار صورته بجانبها ويبدو للعالم متذمراً من وضع الوجاهة ومشاكل الثروة مع أن العيش في كنف بيت يسوده الهدوء والترتيب في كل شيء في الجلوس والمأكل والمشرب والملبس والتعبير عن المشاعر في نواحي الحياة كاملة والعيش في بيت لا يهم كثرة ما فيه بقدر ما يهم نوعية مَن فيه والتربية أهم من الكثرة والسعادة مع القصد في العيش أهم من السعة في الشقاء ومعرفة الحياة على طبيعتها أهم من مصارعة جوانبها، فالبعض يخلط بين اللذة والسعادة والفرح، فاللذة والفرح مرتبطان برغبة وقتية سرعان ما تزول، أما السعادة فهي الشعور الهادئ الدائم المستقر وأهم جوانبه الإيمان الروحي طبعاً فمن يعرف أن لديه قدرات لا يعرفها من يختلف معه فإنه لا يستطيع أن يقوم بها شخص آخر غيره ويتقبل وضعه على ما هو عليه ويعرف أن تجاهل المشاكل يخلق التعاسة، ولكن معرفة التعامل معها ووضعها في حجمها الطبيعي وأن لا يدع المتاعب تتآمر على نفسيته وسعادته لأن النفس البشرية تبني على آخر تجربة حتى في المنام ويعرف إذن أن السعادة قرار فيقرر سعادته تحت أي ظرف زمان أو مكان.