Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/10/2009 G Issue 13545
الخميس 10 ذو القعدة 1430   العدد  13545
دعت على ولدها
عبدالكريم بن صالح المقرن

 

إن وجود الوالدين على قيد الحياة نعمة عظيمة جداً على الأبناء، كيف لا؟ وهما من أعظم أبواب الجنة، فبرضاهما، ودعائهما للأولاد، يحفظ الله الأولاد، ويفتح لهم أبواب الخير، فالأم تدعو لولدها:(اللهم احفظه، اللهم افتح عليه، اللهم اجعل يومه مباركاً، اللهم وسع عليه في الدنيا والآخرة، اللهم عافِه من كل سوء)، وهكذا الوالد يدعو لك، في صلاته، وفي غير الصلاة. إن دعاء الوالدين من أعظم ما يصيبه الإنسان ويفوز به في هذه الدنيا، ولذا فإن المسلم مطالب بأن يغتنم فرصة حياة والديه، وخصوصاً في كبرهما، وضعف صحتهما، ومرضهما، وذلك للإحسان إليهما، ونوال بركة دعائهما.

وإني لأعجب ممن يسيء إلى والديه، حتى ربما يتعرض لدعائهما عليه، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المسافر، ودعوة المظلوم، ودعوة الوالد على ولده).

أذكر من قصص الواقع أننا ذات يوم، وأثناء تقديم برنامج (سؤال على الهاتف) وأحد العلماء يجيب عن الأسئلة، اتصلت به امرأة تكاد تخنقها العبرات، وهي تقول بصوت متهدج:( يا شيخ، لقد أغضبني ولدي جداً، وكنا في ساعة إجابة ووقت فاضل، فدعوت عليه، وله الآن شهر يشكو، ويعاني الأمرين بعد أن أصابته دعوتي، فماذا أفعل وصياحه على أشده؟!) سكت الشيخ، ثم وجه حديثه للآباء والأمهات بوجوب الدعاء للأولاد بالهداية، والثبات على الدين وتجنب الدعاء عليهم، وذكرهم بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. ثم وجّه هذه الأم بالدعاء لولدها في وقت إجابة بالشفاء من مرضه، ورفع البلاء عنه، وأن تلح على الله في نفس ساعة دعائها على ولدها.

إننا جميعاً مطالبون باستثمار العمر في كسب دعاء الوالدين لنا، وتجنب أسباب دعائهما علينا.. وذلك بالإحسان إليهما، والبر بهما في كل وقت وحين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد