إنها معاناة يومية تتكرر باستمرار، لا يكاد يخلو أي منزل منها، وكل فرد يعاني منها طلابا وطالبات وموظفين وموظفات.. إنها الأزمة المرورية المزمنة والمزعجة، ألا وهي الزحام المروري، خاصة في الفترة الصباحية، وأحياناً في الفترة المسائية، خاصة نهاية الأسبوع. ولن أدخل في تفاصيل كثيرة حول أسباب هذه المشكلة؛ لأنها ذات جذور متشعبة ومعقَّدة، عجزت الإدارات المرورية عن حلها، ولكن أُرجع أسبابها إلى سببين رئيسيين هما: خروج الجميع في وقت متقارب، ويكاد يكون موحد، والثاني هو: إهمال دور النقل العام وعدم تفعيله. أما السبب الأول، وهو خروج الجميع وأقصد الطلاب والموظفين، في وقت يكاد يكون متقارباً، وهو ما بين السابعة إلى الثامنة صباحاً؛ فهذا يشكِّل تحدياً كبيراً وضغطاً شديداً على الطرقات، وتتكدس إشارات المرور بالمركبات في منظر أشبه ما يكون بموسم الحج حيث النفرة في وقت واحد. وهذه الإشكالية أو التحدي المروري يمكن معالجتها أو على الأقل التقليل منها إذا ما تم التنسيق ما بين الجهات الرسمية ذات العلاقة كوزارتي التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنية من جهة والإدارة العامة للمرور من جهة أخرى؛ بحيث يكون هناك فاصل زمني كاف حول بداية الدوام الرسمي والدراسة لا يقل عن ساعتين، قد ينقص أو يزيد، والحرص من وزارة التربية والتعليم بشكل خاص على تفعيل وتشجيع النقل المدرسي العام ومكافأة الطلاب الذين يستخدمون النقل العام. ومن جهة الإدارة العامة للمرور يجب عليهم تكثيف التواجد المروري خلال ساعات الذروة الصباحية، وإغلاق المخارج التي لا تخدم الحركة المرورية، ومنع الشاحنات من السير صباحاً، والتحكُّم في ضبط الإشارات الضوئية المرورية، وإعطاء اللون الأخضر الوقت الأطول في الإشارات التي تواجه كثافة مرورية عالية وتتكدس فيها السيارات.. إلخ. كل هذه حلول تساهم في التخفيف من هذه المعاناة، ولكن يبقى هناك دور المواطن، وهو التبكير في الخروج، سواء للعمل أو الدراسة، وهذا يدل على ارتفاع الوعي والمساهمة في عدم حصول الازدحام؛ لأن التبكير في الخروج للدراسة والدوام هو الحل الأمثل للزحام!!!