Al Jazirah NewsPaper Friday  30/10/2009 G Issue 13546
الجمعة 11 ذو القعدة 1430   العدد  13546
أمن الوطن ومسؤولية المواطن
د. علي سعيد آل صبر

 

اختار الله نبي هذه الأمة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم من هذه البلاد في ذلك دلالة أن أبناء هذا الوطن هم القدوة التي ينبغي عليها أن تكون مؤهلة لحمل أمانة القيم والمبادئ والدين. والأمن من تلك القيم والمبادئ والدين وهو ظاهرة إنسانية ومن أولويات الحاجة إليه لأنه يحقق الاستقرار النفسي والطمأنينة والأمان لعموم المجتمع على أنفسهم وممتلكاتهم بعيداً عن أي تجاوز وتعد أو اعتداء من أي طرف. وتوفر الأمن يعود إلى التوثيق وقوة الدولة وهو من النعم التي يغبط عليها الإنسان في أي قطب من أقطاب العالم.. وبالأمن يستطيع الإنسان أن ينتج وأن يعيش في استقرار نفسي يخوله أن يكون في مأمن من أي تيار منحرف لكي يكون لبنة بنائه في مجتمعه وأسرته.

والأمن الاجتماعي والدولي جسر يستطيع أن يعبره من نشد الطريق الصحيح والبعد عن أي هزات أو تيارات إرهابية أو إجرامية أو سلوكية من هذا يتحتم علينا كمواطنين وإعلام ومؤسسات وتعليم أن نقف وقفة صدق وإخلاص مع الأجهزة الأمنية باختلاف مسمياتها وقفة صدق وإخلاص لكي تقوم بدورها على أكمل وجه وسوف أذكر بعضا من هذه الواجبات كعنصر أساسي في توطين الأمن والأمان. فمثلاً الإعلام ودوره الحيوي والحضاري.. فلا بد من بناء علاقة قوية ومترابطة بين الإعلام بشتى أنواعه المسموع والمقروء والمرئي وتحري الصدق والأمانة في طرح أي قضية ومخاطبة المجتمع بشتى عناصره وثقافاته.. وتوضيح سلبيات هذه المنظمات وكيف نقف مع الأجهزة الأمنية في كبح مثل هذه المنظمات وخاصة الإرهابية منها وأصحاب الفكر الضال والجنوح عن الطريق الصحيح. ومن مهام الإعلام أيضاً توعية المجتمع بأخطار ارتكاب مثل هذه الجرائم باختلاف مسمياتها والتوعية إلى خطورتها سواء على الفرد أو المجتمع. إن الإنسان بحكم مفرداته واطباعه يميل إلى التعايش مع أفراد جنسه في وحدة مترابطة ومتكاملة وتبادل المنفعة داخل مجتمعه وقد تواجه الطبيعة العدوانية للعناصر الشريرة مثل الإرهاب أو التخريب ومن الملاحظ أن هذه الفئة تقوم على افتعال حدث مفتعل ومخطط له من قبل بقصد الخروج عن قوانين المجتمع وقوانين الدولة وهذا الخروج يحتوي على الانتقام الدموي والانتماء إلى تيارات موهومة نفسيا بأنها تفعل الصواب والحقيقة أنها بعيدة كل البعد عن الطريق الصحيح فمن واجب الإعلام في مثل هذه المنحنى يوضح للمجتمع القاعدة الصحيحة من الخاطئ وأن هذه الظاهرة من تثير عدم الاستقرار في المجتمع.

- المجال التربوي: وهو ركيزة أساسه في نشر الثقافة وإقصاء المجتمع من مثل هؤلاء المكفرين أو الانتحاريين.. ولي في وزارة التربية والتعليم الأمل في تنشئة الجيل الجديد في المرحلة الابتدائية لحد التخرج من الجامعة وغرس حب الوطن ونبذ كل ما هو عداء لهذا الوطن والتركيز على تطوير المناهج فيما يعود على الناشئة من أمن وخير وثقافة اجتماعية صحيحة حيث تحقق مصالح المواطنين والوقوف سدا منيعا في وجه أي تيار يهدف إلى تفكيك المجتمع والمساس بوطنه وولاة أمره بأي صيغة كانت. ويترتب على التعليم الاهتمام بالطابور الصباحي للمراحل المتقدمة وجعل من هذا الطابور منهجا متكاملا لتفعيل حب الوطن وولاة أمرنا وكيفية التعاون مع الأجهزة الأمنية. وتوضيح الأخطار الناتجة عن التستر على المجرم. كذلك تفعيل الأناشيد الوطنية لتبث في نفوسهم حب الوطن والغيرة عليه وعلى مقدساتنا وديننا. ولا نغفل عن المعلمين وأساتذة الجامعات وكل فيما يخصه من تنوير الطلاب إلى الحقائق ونبذ المغالطات وتوضيح واجباتهم تجاه هذه الدولة وحكامها وأنه يجب أن نكون لهم درعا بأرواحنا وأجسادنا لمن أراد أمن هذا الوطن الشامخ بالإيمان وتطبيق الشريعة.

المواطن: المواطن هو نواة أي وطن فلا وطن بدون مواطن، لذا يترتب عليه مهام أساسية في حماية وطنه والوقوف جنبا إلى جنب مع كل القطاعات الأمنية ومن هذه المسؤوليات على سبيل المثال وليس الحصر.

1- الإبلاغ عن الجرائم بكل أنواعها حالة ما يعلم أو يسمع عنها وتقديم كل ما يدل على المجرم ومساعده رجال الأمن للوصول إلى مرتكبيه.

2- الإبلاغ عن الشائعات المغرضة أو المدسوسة وراء هدف سياسي يضر بأمن هذا الوطن والإبلاغ عن مروجيها ليتحقق الانضباط في الشارع وهذا له دور كبير في الاستقرار في الجانب الأمني والنفسي وإزالة الحواجز النفسية بين المواطنين وأجهزة الأمن والإعلام.

3- نبذ من لهم فكر ضال أو محور سياسي هدام أو عنصر تكفيري أو مجرم إرهابي والعمل على الوقوف جنباً إلى جنب مع وطننا وأمننا.

4- عد السماح لحديث المجالس من المغالطة وتهويل الحدث والانسياق وراء الكلام الزائف والبعيد عن المصداقية.

5- خطباء المنابر: عليهم حقوق كبيرة في تنوير المسلمين عامة من مغبة الأخطار المترتبة على المجتمع من وجود مثل هؤلاء المغرر بهم أو الذين سلكوا طريق الضلال والقتل.. وأن نقف أمامهم سدا منيعا وحصنا آمنا والاستشهاد بالقرآن والسنة.

6- لنكن مع أولادنا وأسرتنا خير مرشد، وتوجيههم بأهمية الوطن وحبه وضرورة التعاون مع كل جهاز أمني في سبيل تعيش بلادنا في اطمئنان نفسي ورغد في العيش وأمن على أنفسنا وممتلكاتنا من عابث..

ادعو الله لهذه البلاد بالأمن الدائم وأن يحمي ولاة أمرنا من كيد كائد أو من حسد حاسد، ولتبقى راية الإسلام عالية خفاقة شامخة في ظل حكومتنا الرشيدة.



أبها drali0000@htomail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد