بعد ما يزيد عن ثلاثة عقود من العمل الجاد والمثمر تقاعدت الأستاذة نورة بنت عبدالرحمن السبيهين مديرة الشؤون التعليمية بإدارة التربية والتعليم للبنات بمحافظة شقراء (مكتب الإشراف التربوي سابقاً) بدأت حياتها العملية بالتدريس، حيث إنها تحمل درجة البكالوريوس في الفيزياء من كلية التربية للبنات بالرياض وإن كان معظم خدماتها في الشئون التعليمية.

ورغم أنني ضد شخصنة الأمور وتمجيد الأشخاص ومقولة أن المسؤول أو الموظف الفلاني ذهابه خسارة لا يمكن تعويضها صحيح هناك موظفون مميزون في الانضباط وإدارة العمل والحرص عليه، لكن في المقابل يوجد آخرون أكثر كفاءة من الناحية العلمية والعملية، ولكن لم تتح لهم الفرصة لسبب أو لآخر.

إلا أن من أمضى سنوات طويلة في العمل بالقطاع الحكومي أو الخاص أقل ما يقدم له كلمة شكر على الجهود الطيبة التي بذلها.

إن من يعمل معرض لارتكاب الأخطاء لأن الكمال لله والعصمة للأنبياء فقط، والشخص الذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل، المهم أن لا تطغى السلبيات على الإيجابيات وأن لا تكون السلبيات مقصودة بهدف الإضرار بالآخرين وبفضل الله ثم بفضل تربيتي الأسرية وقناعاتي الشخصية التي لا أحيد عنها لديّ الجرأة والشجاعة الأدبية لقول كلمة الحق بغض النظر عن حسابات الربح والخسارة، كما أنني لا أمتدح شخصاً بما ليس فيه من أجل تحقيق مصالح مادية أو معنوية. ولأني صادق مع الله ثم مع نفسي والناس لم أخسر في يومٍ من الأيام، بل إنني في أحيانٍ كثيرة كسبت محبة واحترام ودعوات الناس الذين تحققت بعض مصالحهم بسبب كلمة قيلت هنا أو هناك.

وانطلاقاً من هذا المبدأ كان لي بعض المحلاظات في السنوات الماضية على مكتب الإشراف التربوي بمحافظة شقراء، وطرحتها من خلال الصحافة وتم الأخذ والرد حولها، ولكن هذا لا يتعارض أو يتناقض إطلاقاً مع الإشادة بالجهود التي قامت بها الأستاذة السبيهين طوال السنوات الماضية والدعوة إلى تكريمها من قبل العاملين والعاملات بحقل التربية والتعليم ممثلين في إدارة التربية والتعليم للبنات بمحافظة شقراء. لأن انتقاد جهاز حكومي أو غير حكومي لا يعني بالضرورة الانتقاد الشخصي للمسؤول الأول والعاملين به، لأن تقييم العمل بالجهاز سواء سلباً أو إيجاباً هو محصلة مجموعة من المعطيات المادية والبشرية ولا تقتصر على شخص أو أشخاص بعينهم.. وتذكرني هذه الأسطر بقولٍ لأحد الأصدقاء موجهاً كلامه لي: (لديك القدرة على الكتابة في مختلف المواضيع، لكن يعاب عليك أنك تكتب في الوقت الضائع، أقصد: إما تكتب عن متقاعدين أو أشخاص لا تربطك بهم علاقة مباشرة).

واليوم أهديه وجميع القراء هذا المقال الذي لا أدري في أي خانه سوف يضعه؟!.. تمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح خاصة المتقاعدين من الجنسين الذين أمضوا زهرة شبابهم في العمل والجد والمثابرة وكان ذلك على حساب صحتهم وأسرهم وعلاقاتهم الاجتماعية من أجل خدمة هذا الوطن ومواطنيه وجميع المقيمين على ترابه الطاهر.