Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/01/2010 G Issue 13621
الاربعاء 27 محرم 1431   العدد  13621
 
القناة الثقافية
محمد الدبيسي

 

«الثقافية» القناة المولودة فتيةً بلا إرهاصات أو مخاض عسير أو يسير، والتي تحقق هدفاً يتطلع إليه المثقفون وما أكثر ما يتطلعون إليه ويريدونه , فهم يريدون قناة، ورابطة، وصندوق، ومؤتمرات دورية، ويريدون مقرات ومراكز وأشياء أخرى.

وفي عالم الأشياء يجد المثقفون في مثل هذه القناة معبراً لهم تجاه الناس - المشاهدين, وبما أن المثقفين - غير الطليعين والتقدميين - ينعمون برعاية الوزارة، وهم أحد جناحيها، فقد رفَّ الجناح الآخر الإعلام وتفضل عليهم ب(قناة ثقافية)، تلا بداية بثها البحث عن مادة لها، وقاعدة معلومات وبرامج وأثاث ثقافي,فهبت تراسل الأندية أن أفيضوا علينا مما لديكم من مواد ثقافية مسجلة ومحفوظة. وهكذا كان نظام الأوليات، وإستراتيجية العمل، وخطة التنفيذ. وبوصف العبد الفقير لله من المشمولين بظلال الوزارة الهانئين بنعمائها فقد تجاوز احتفائي الشخصي بالقناة الجديدة الواقع الصرف..إلى الحلم المنامي ,فقد رأيت فيما يرى النائم ليلة الإعلان عن بثها: (أن الوزارة قامت بخط استبيان صاغ فقراته فريق علمي متخصص بالإعلام ووُزع على كل المعنيين بالثقافة والأدب والمهتمين بشأنهما. ومن ثم قام الفريق بقراءة وفرز الاستبيان والاستئناس بمحتوياته. كان الاستبيان قياساً علمياً للاتجاهات، وسبراً لنوعيات الاهتمام، واستشرافاً للذوائق والأفكار، قام الفريق باستقراء وتحليل ذلك كله، وخلص منه إلى رؤى وأفكار مبدئية رئيسة، ثم سافر الفريق إلى دول مجاورة ذات تجربة في هذا المجال للوقوف على طبيعة ومراحل تلك التجربة, والمنطلقات التي أسسوا عليها وآليات العمل والصيغ البرامجية، وفلسفة العمل الثقافي في سياقه الإعلامي ثم عاد الفريق، واجتمع بنخب من المثقفين وتدارس معهم ما انتهى إليه, في لقاءات حوارية، وجلسات نقاشية منظمة، ثم قام الفريق بجمع المواد الثقافية المسجلة في أرشيفه ,وفي أراشيف الأندية وقام بفرزها وتسجيل محتوياتها في بيانات رقمية, وفقاً لأنواعها, ثم جمع ما لدى الجامعات ومراكز البحث من مواد في ذات الاتجاه، وقام بتصنيفها حتى إذا ما توفرت لديه هذه القاعدة المرجعية انتخب من جمهرة المثقفين وأساتذة الإعلام وأهل الخبرة فريقاً عرض عليه كل ذلك. ومن ثم توصل إلى تأسيس قاعدته المرجعية ,وبعدها شرع في وضع معايير لاستقطاب مذيعين ومذيعات أكفاء. لا يلحنون ولا يتلعثمون,ولا تخجل أو تحس بالحرج وأنت تشنف آذانك بإلقائهم - وقام بإعادة تأهيلهم في دورات تخصصية في مراكز إعلامية ذات خبرة ونظم علمية مرموقة.

وكذا استقطب إداريين وتنفيذيين وفنيين متخصصين من (القرن الواحد والعشرين), يدركون استحقاقات هذا القرن العلمية والمعرفية والثقافية, ومن خلال ذلك حدد أهداف القناة ورسم خطوط سيرها ووزع المهام وفقاً للتخصصات والقدرات، وبدأ البث على بركة الله..).. استفقت من الحلم، واستعذت بالله فلم يكن ذلك غير رؤية منامية - حلم طال واستطال..وتمدد حتى تبدد..وأصبح هشيماً تذروه الرياح.. أفقت وطفقت أبحث عن ترددات القناة لأضبط المؤشر عليها وأتطلع إلى تجليات الحلم الواقعية؛ فإذا هي (القناة الثقافية) المولودة الجديدة الفتية تبث برنامجاً عن الحيوانات البرية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد