Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/01/2010 G Issue 13621
الاربعاء 27 محرم 1431   العدد  13621
 
أهلاً بالرئيس الأسد في بيت العرب

 

شهدت الرياض في الأيام القليلة الماضية العديد من الزيارات الرسمية لعدد من قادة الدول العربية ووزراء خارجية لدول صديقة مهمة، وهناك زيارات مجدولة أخرى ستتم للرياض من قبل قادة وسياسيين كبار. وهو ما يتوافق مع ما تشهده المنطقة من جهود لتحريك قضايا ظلت دون حل رغم تأثيراتها السلبية والتي تضغط وبقوة على الأوضاع في المنطقة.

فالقضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، تعود للواجهة الدولية والإقليمية بقوة، بعد محاولة الإدارة الأمريكية تنشيط جهودها لإقناع الفلسطينيين والإسرائيليين بجدوى العودة للمفاوضات للوصول إلى تحقيق المقترح الأمريكي بإقامة الدولة الفلسطينية. والأمريكيون يتحركون من أجل إعادة الحرارة لاقتراحهم الذي أدى التصرف الإسرائيلي السيء والمتمثل في تصعيد الاستيطان والموقف الأمريكي الضعيف في اعتراض أفعالهم هذه إلى إحباط الفلسطينيين خاصة والعرب عامة من جدوى التحرك الأمريكي. والآن ينشط الأمريكيون من جديد من أجل كسب العرب إلى جانبهم في معركتهم القادمة مع نظام طهران التي باتت في الأفق لإجبار من يحكمون إيران على الرضوخ لمطالب الدول الغربية بالكشف عن أسرار أبحاثها النووية التي تتهمها واشنطن بأنها مخصصة لتصنيع أسلحة نووية.

القضيتان مرتبطتان، فحل القضية الفلسطينية مطلب عربي شرعي، كما أن تجنيب حرب إقليمية إضافية تندلع في منطقة أشبعت بالحروب مهم أيضاً، كما أن الحرب القادمة بين طهران وواشنطن إن إندلعت هذه المرة لن تكون تأثيراتها السلبية مقصورة على رقعة جغرافية محدودة، إذ يؤكد الخبراء بأن مسرح عملياتها سيشمل كل المنطقة وربما يمتد إلى أوروبا ويطول المصالح الأمريكية من خلال أذرعة نظام طهران وعلاقاتها مع المنظمات الإرهابية المنتشرة.

هذه التهديدات وما ينتظر المنطقة من استحقاقات سواء لحل القضية الفلسطينية حقيقة، أو لتخدير العرب واسترضائهم حتى تنتهي مهمة المواجهة مع إيران، تستدعي حواراً متصلاً بين القادة العرب لوضع خطة، أو إستراتيجية أو على الأقل تفاهم للتعامل مع ما يستجد من أحداث، والتحرك إيجابياً مع ما تشهده المنطقة من متغيرات. وإذ بدأت المملكة بالمبادرة من خلال الدعوات المتكررة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإخوته القادمة العرب بالتسامي فوق خلافاتهم وتنسيق جهودهم معاً، فشهد المسرح السياسي العربي عدداً من اللقاءات المهمة التي نأمل وكل عربي أن تحقق ما يتطلع له خادم الحرمين الشريفين الذي سيسعد حتماً بوجود قائد عربي مهم لدولة مؤثرة تكمل حلقة الاتصالات العربية التي شهدتها الرياض والتي ستشهد الكثير منها في باقي الأيام... ومن هذا المنطلق وهذا الفهم، فكل من في المملكة وقائدهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحبون بالرئيس بشار الأسد في الرياض بيت العرب لتقوية أواصر الأخوة بين العرب.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد