Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/01/2010 G Issue 13621
الاربعاء 27 محرم 1431   العدد  13621
 
أضواء
أردوغان اختيار يعزز الصورة الإيجابية للمسلمين
جاسر الجاسر

 

جاء اختيار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان متوافقاً جداً مع الأعمال المتميزة التي قام بها الفائز بالجائزة ومع أهداف الجائزة التي تسعى إلى تكريم الشخص الذي يقدم خدمات تنفع المسلمين وتعزز ثقة البشرية بالإسلام كدين يدعو معتنقيه للتسامح ويسعون للإسهام بإيجابية في تقدم الحضارة الإنسانية.

فالسيد أردوغان، من خلال الأعمال التي قام بها حتى قبل أن يفوز حزبه بالانتخابات البرلمانية في تركيا، عزز ثقة الاسطنبوليين بالإسلام كدين يعالج المشاكل التي كانت تحاصر تركيا إبان ظهور أردوعان وبروز نجمه السياسي، وقبل ذلك الإداري، فقد استطاع هذا السياسي الواقعي والمثابر أن ينتشل مدينته أسطنبول التي ولد فيها عام 1954ويعالج المشاكل التي كانت غارقة فيها، وشهدت المدينة التي تعد العاصمة الاقتصادية لتركيا ونافذة مهمة تربط آسيا بأوروبا، والمسلمين الأتراك والعرب وإيران بالأوروبيين، شهدت تطوراً خاصة في الأنشطة الاقتصادية مستغلاً موقع المدينة الجغرافي ودورها ومواطنيها في ربط ثلاث قارات، وتحويل أسطنبول وتركيا بصفة عامة إلى قناة تعامل ما بين دول القارات الثلاث من خلال تفعيل الدور الحضاري والإيماني والتقني الذي يتميز به الأتراك، والذين أتاح لهم نجاح أردوغان وحزبه في الوصول إلى السلطة في تركيا، أتاح لهم القيام بوظائف الوسائط التجارية والسياسية بين العرب والأوروبيين وحتى الإسرائيليين، كما نجح أردوغان في جعل تركيا لاعبا أساسيا على الخارطة السياسية من خلال اعتباره وسيطاً دولياً مقبولاً، وخاصة في الأزمات السياسية المزمنة كالقضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني.

هذه التطورات التي شهدتها تركيا كان لأردوغان إسهام وتأثير مباشر في تحقيقها؛ فالرجل يعدّ نموذجاً للقيادة الواعية الحكيمة ويبرز مثالاً جيداً للقادة المسلمين، أسهم وسيسهم في تحسين صورة المسلمين عند الآخرين.

ونقول أنموذج للقيادة الواعية لأنه انتهج أسلوب التفاهم والحوار والتعايش سياسياً وواقعياً حتى مع الذين كانوا يعملون إلى إقصائه وإبعاده، ليس عن الحكم بل عن النشاط السياسي، ولكن مع هذا، وبمثابرة وبأسلوب حضاري أظهر سماحة الإسلام من خلال إجادة قيادته للتعامل مع الآخرين تجاوز أردوغان كل العقبات التي وضعت في طريقه ليقود بلاده إلى تحقيق معدلات متقدمة من التطور الاقتصادي وتعزيز مكانتها الدولية وزيادة مساحة الثقة بها، وهو ما انعكس إيجابياً على صورة المسلمين التي تتعرض للتشويه.

كل هذه الصفات والأعمال التي قام بها رجب طيب أردوغان تجعل من نيله جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام اختياراً موفقاً يؤكد حسن عمل لجان الجائزة ودقة اختياراتهم التي تتسم بالعلمية وبتحقيقها لأدق المواصفات التي تخدم أهداف الجائزة وأغراضها التي تسعى لخدمة الإنسانية.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد