Al Jazirah NewsPaper Wednesday  13/01/2010 G Issue 13621
الاربعاء 27 محرم 1431   العدد  13621
 
في مؤتمر صحفي عقده بالخوبة.. الأمير خالد بن سلطان:
القضاء على جميع المتسللين المحاصرين في الجابري بعد انتهاء المهلة

 

جازان- إبراهيم بكري- عبدالله عكور:

أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية أن المهلة التي منحتها للمعتدين على منطقة الجابري كان الهدف منها حقن الدماء، لكن لم يحسنوا الاستفادة من هذه المهلة فبقوا في غيهم مصرين على تماديهم في البقاء وعندما انقضت المهلة لم يكن أمامنا سوى التعامل معهم وفق ما تمليه المصلحة الوطنية وتمليه سيادة الأراضي السعودية فتم وللأسف الشديد تدميرهم وقتلهم بالكامل وهذا أمر محزن لنا، لكن لم يستجيبوا مع ما أردنا به حقن الدماء وكان لزاماً علينا تطهير الأراضي السعودية مهما كان الثمن، وقال سموه عقب الجولة التي قام بها على وادي الخشل وأجزاء من الجابري أن الجابري الآن مطهرة عدا بعض المواقع التي ما زالت ونعتقد أنها مفخخة ولابد من اتخاذ الحيطة لدى كل عملية تطهير يقوم بها أبطال القوات المسلحة، وقال سموه إن عمليات التطهير سواء في الدخان أو الرميح أو الدود أو الجابري قد نتج عنها خلال ال24 ساعة أربعة شهداء وهذا أمر طبيعي جداً وحول زيارته لليمن قال سموه إنها زيارة لا تعدو كونها ضمن العلاقات الأخوية المتبادلة بين البلدين المملكة العربية السعودية وجمهورية اليمن الشقيقة ولا غرابة في أن يقوم أي مسؤول سعودي بزيارة لليمن الشقيق والعكس كذلك.

وقال سموه إن قواتنا المسلحة سوف تتبع المتسللين المعتدين وسوف تتبع تجمعاتهم أينما كانت داخل الأراضي السعودية وفي الشريط الحدودي إلى أن يعودوا خلف الحدود السعودية بعشرة كيلومترات ولن نتهاون في ضربهم وسحقهم وستظل قواتنا المسلحة تتعامل بقوة مع المتسللين المسلحين حتى لو لم يدخل الحدود السعودية إلا متسلل واحد فسوف يطلق عليه النار ويقتل.

وقال سموه إن ليس كل المتسللين قتلة ولابد أن نفرق بين المتسلل الخطر وبين المهرب، فالأول نتعامل معه وفق معطيات الميدان ووفق المصلحة العامة للوطن أما الثاني فالمعني به وزارة الداخلية ممثلة في حرس الحدود ووزارة الداخلية لم تقصر ولها دور كبير في هذا الجانب، وبين سموه أن التعزيزات العسكرية التي تتوافد على منطقة جازان تعتبر أمرا طبيعيا جدا، فأربعمائة وثمانين كيلو هي امتداد حدود السعودية مع اليمن الشقيق من جهة جازان لابد من أحكامها والحيلولة دون تسلل هذه الزمرة إلى جانب ما هنالك من تبديل المواقع، وقال سموه في إجابة على أسئلة الإعلاميين إننا عندما نعلن أرقاما فإن الشفافية هي المعيار الحقيقي لما تقوله وهو انعكاس للصورة الواضحة التي نتعامل بها في هذه الأحداث، فكون هناك اختلاف في الإصابات وعدد الشهداء والمفقودين، فهذا ناتج عن التغييرات الميدانية فقد أعلنت في مؤتمر سابق أن عدد الشهداء 74 شهيدا وأن عدد المفقودين 26 مفقودا وعدد المصابين 470 مصاباً، أما الآن فقد تبدلت الأرقام بصورة ضعيفة، بل ضعيفة جدا حيث أصبح عدد الشهداء 84 شهيدا والمفقودين 21 مفقودا بعد أن تم العثور على خمس جثث لمفقودين، كما أن عدد المصابين وصل إلى 530 مصابا 90% منهم إصابتهم بسيطة جدا ولم يتبق في المستشفى من المصابين سوى عدد قليل بل قليل جداً.

وردا على سؤال حول هل سيعود النازحون إلى أماكنهم فقال سموه أنتم ترون الوضع الراهن فالمكان الذي نحن فيه الآن ضمن مسرح العمليات القتالية وها هو الجابري يطهر من المعتدين وعلى امتداد الجبهة الأخرى تقوم القوات المسلحة بجهود جبارة في تطهير الأراضي السعودية وخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والقيادات الرشيدة يولون النازحين جل رعايتهم واهتمامهم وكل مواطن هو في مقلة المسؤولين وسويداء قلوبهم.

وحول ما إذا كان هناك تفاوض مع الحوثيين قال سموه المملكة العربية السعودية منهجها واضح وصريح وينطلق من العلاقات الثنائية بينها وبين دول العالم ومنها دول الجوار وليس هناك من صفة للحوثيين تمنحنا ما نستطيع أن نسميه تحاور فهم كما قلت مرارا وتكرارا عليهم أن يعودوا إلى العقل والحكمة وأن ينخرطوا في تجمعهم اليمني ويخلصوا لدولتهم اليمنية الشقيقة فالحوار لا يتم إلا من خلال مؤسسات تملك الصفات المتعارف عليها دوليا وهذه زمرة ليست ضمن المؤسسات أو الهيئات التي يتم التعامل معها أو إبرام الاتفاقيات فنحن نقول لهم أن يغادروا الأراضي السعودية وإلا سيكون القتل والتدمير لمن يبقى داخل أراضيها أو يخترق حدودها الدولية.

وكان سموه قد ألقى كلمة أمام وحدات رمزية من القوات المسلحة المشاركة في تطهير الأراضي السعودية جاء فيها: أحييكم في هذا اليوم المبارك وأنا منكم ومعكم وأتيت اليوم إليكم كي أطمئن عليكم واعلموا أنني جزء منكم مطلع على أدائكم واعرف نتائج تسر الخاطر وتثلج الصدر على الرغم مما فيها من تعب وجهد كما وصفها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام نعم أنهم ابتلونا بأنفسهم وصروا على مواصلة الابتلاء حينها كان لزاما على المملكة العربية السعودية أن تدافع عن سيادتها وسلامة أراضيها ومقدساتها ومقدراتها وكافة مواطنيها ونحن نعلم علم اليقين بأن هؤلاء أناس بسطاء غرر بهم بطريقة أو بأخرى على شرعية بلادهم أولا بدعاوى مختلفة ثم غرر بهم مرة أخرى ليوجهوا سلاحهم تجاه أراضينا حيث أضاعهم طريقهم وانحرفوا عن النهج السوي وباعوا نفسهم لأهواء غيرهم وهاهي النتائج جاءت عليهم مدمرة ولا حول ولا قوة إلا بالله، في هذا اليوم وإنني أحمل إليكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات المسلحة وكذا دعوات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذين يتمنون لكم كل العون والتوفيق وقد قمتم بمهامكم وأخلصتم في رسالتكم وها أنتم تتربصون بأعدائكم وإنني قد أعربت لكم في السابق عن ثقتي وإعجابي الشديد بكم وببطولاتكم التي كنتم تخوضونها ومن مكاني هذا يسرني أن أعبر لكم وبصدق عن فخر القيادة بكم واعتزاز شعبكم وافتخار كافة إخواننا القاطنين على أرض هذه البلاد الطيبة وأنتم أرواحكم الزكية فداء لهذا البلد الغالي وشعبه الأبي واعلموا أيها الأبطال الصناديد بأنكم تقومون بكل نجاح وها أنتم تقفون على أهبة الاستعداد لصد كل من تسول له نفسه الاعتداء على بلادكم الغالية واستمرار مغامراتهم الطائشة ضد حدودنا الدولية لقد أعلنها خادم الحرمين الشريفين بأننا لا نسمح لأنفسنا بالتدخل في الشؤون الداخلية لأي أحد من جيراننا وأصدقائنا وفي نفس الوقت لا نسمح لكائن من كان بالتعدي على شبر من أراضينا وقد ترجمتم تلك التوجيهات عمليا على الأرض بأن دحرتم المعتدين وحافظتم على السيادة دون التدخل في حدود الجمهورية اليمنية الشقيقة إن الإنجازات التي حققتموها كانت ثمرة تضحيات أفذاذ قدموا أرواحهم فداء لدينهم وعقيدتهم وأمتهم فنسأل الله لهم المغفرة، كما أن هناك عددا من الإخوة الزملاء الذين أصيبوا إصابات مختلفة بعضهم خرج من المستشفى والبعض القليل الآخر يتلقون العلاج فنقول لهؤلاء شكراً على ما قدمتم من أعمال بطولية وفي الختام ثقوا وتأكدوا أيها الإخوة الأبطال بأنكم دوما في قلوبنا وبين أعيينا وقيادتكم حريصة عليكم أشد الحرص وأسأل الله أن يتولاكم بعنايته.

ثم قام بجولة ميدانية لعدد من المواقع في الخطوط الأمامية التي تم تطهيرها واطلع سموه على جاهزية الأبطال في تلك الأماكن التي من خلالها يدافعون عن حياض الوطن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد