Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/01/2010 G Issue 13622
الخميس 28 محرم 1431   العدد  13622
 
في حوار مفتوح احتضنته هيئة الصحفيين السعوديين
وزير الإعلام: لم يسبق أن هاتفت صحفياً أو وجهت أحداً بأمر ما

 

الجزيرة - الرياض

تجسدت الشفافية والقلوب المفتوحة في اللقاء (المثالي) الذي جمع معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه بإخوانه وأبنائه الإعلاميين خلال اللقاء الشهري الذي نظمته هيئة الصحفيين السعوديين.

ولم يبخل الوزير خوجة في الرد على جميع الأسئلة والاستفسارات التي قُدمت لمعاليه خلال اللقاء.. حيث أشار بعد أن ألقى كلمة افتتاحية (مرتجلة) إلى أنه جاهز للإجابة على أي سؤال أو استفسار.

معالي الدكتور عبد العزيز خوجة تحدَّث عن قضايا عديدة.. ولم يتحفظ في الإجابة على أي مداخلة.. أو سؤال يُقدم لمعاليه.

وبدأ مبتهجاً وهو يرد على الاستفسارات.. وعبَّر مراراً عن سعادته وفخره، وهو يتحدث أمام حشد من نخبة الصحفيين والصحفيات.

وحيا وزير الثقافة والإعلام في مستهل كلمته المرتجلة رؤساء التحرير وأعضاء هيئة الصحفيين.. مقدِّراً ما يقومون به من جهود تطويرية.

شراكة قوية

أكد د. خوجة في بداية اللقاء على أهمية أن تبقى الشراكة بين الوزارة والصحافة قوية ومتينة على الدوام.

وقال: نحن نؤمن إيماناً كاملاً بالقوة المؤثرة للصحافة في جميع الأوساط.. ونؤمن أيضاً بضرورة إبقاء هذه الشراكة على الدوام، فكل دور يكمل بواسطته ما يقوم به الآخر.

وأعرب معاليه عن تطلعه إلى التعاون البنَّاء من الصحافة ورجالاتها في التعريف بما في المملكة من مظاهر النهضة والتطور وتسليط الضوء على الدور البنَّاء الذي تقوم به قيادة هذا البلد المبارك على مختلف الأصعدة المحلية والعربية والإسلامية والدولية.

بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني -حفظه الله.

ورأى معاليه أن الصحافة المحلية استطاعت أن تجعل لنفسها مركزاً متقدماً في العالمين العربي والإسلامي وفي كثير من دول العالم، معرباً عن فخره بإصداراتها ورجالها وما يقومون به من أعمال.

مداخلة (الجزيرة)

وفي مداخلة للزميل فهد العجلان، نائب رئيس التحرير: معالي الوزير.. المملكة بلد كبير ذو مصالح استراتيجية وعلاقات سياسية واقتصادية واسعة، والقضايا التي تمس المملكة في الإعلام الخارجي والناطقة باللغات الأجنبية، وتحديداً الانجليزية، تمثل صياغة لوعي الآخر عن بلادنا وعن البيئة المحلية ومواقفنا تجاه القضايا.

معالي الوزير: قد يكون الحل المطروح هو ترك الأمر لقوى السوق لتأهيل جيل من الإعلاميين السعوديين الناطقين باللغة الأجنبية ومن الجنسين وغيرها من اللغات، ولكن أعتقد أن ترك الأمر لهذه القوى سيجعلنا نتأخر كثيرا وسيفوت علينا مصالح ومكاسب أكبر وأكثر أهمية..

ولعل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار الزراعي في الخارج أحد الأمثلة لمبادرة هامة تحمل مضامين إنسانية كبيرة، وقد حاولت بعض الأقلام في الإعلام الغربي النيل منها والتأثير على انعكاساتها مما استوجب التصدي لها بشكل علمي ومهني احترافي وعلى يد إعلاميين مؤهلين.

وقد أجاب معاليه على المداخلة بإسهاب وشمولية، وقال: إن الصحافة المحلية ورجال الإعلام السعوديين استطاعوا أن يجعلوا لأنفسهم مركزاً متقدماً في العالمين العربي والإسلامي وفي كثير من دول العالم.

(نسعى للتطوير)

وأكد أن وزارة الثقافة والإعلام تسعى جاهدة إلى تطوير جميع قطاعاتها المرئية والمسموعة إلى جانب اهتمامها بإنشاء الصحف.

وتطرق معاليه إلى إطلاق الوزارة قنوات تلفزيونية، ومنذ انطلاقاتها لقيت صدى طيباً على المستوى المحلي والخارجي.

وقال: نحن لا ندّعي الكمال ولا نقول بأن المستوى الذي وصلت إليه هو ما نطمح إليه، ولكننا سائرون في التطوير واستقطاب الكفاءات.

(نؤمن بالحس الوطني)

وتطرق د/ خوجة في رده على أحد الأسئلة عن القنوات الفضائية التي تسيء إلى المملكة، وتعود لسعوديين. وقال: نحن على اتصال بأصحاب تلك القنوات، ولكننا نؤمن بالحس الوطني لأصحابها، ولا نتدخل في أي عمل صحفي أو قناة فضائية، بل نريد من المواطن أن تكون لديه رقابة ذاتية.

وفي معرض رد معاليه حول الرقابة على الكتب العربية، أوضح د/ خوجة: أن الرقابة تقتصر فيما يمس الدين والسلطة فقط.

ووزارة الثقافة تدعم كل عمل إبداعي، منوهاً بسقف الحرية الذي تتمتع به الصحافة السعودية.

لم أهاتف أي صحفي ولم أصدر أوامر

وأكد معاليه أنه لم يسبق أن هاتف صحفياً ليطلب منه أن يكتب أمراً ما أو لا يكتبه إطلاقاً.

وعن نظام المطبوعات الجديد شدد معاليه على ضرورة الإسراع في ذلك وقال: إن الوسائل والزمن تغير وظهرت أمور جديدة ولذا يجب أن يكون لدينا رؤية واضحة ونظام مطبوعات جديد.

الوزارة لم توقف التصاريح:

ونفى د. خوجة أن تكون وزارة الثقافة والإعلام قد أوقفت تصاريح أي صحف جديدة، منوهاً في هذا الصدد بالاستثمار في الصحافة.

وقال: إن لدينا صحفاً رائدة نجحت مثل الجزيرة والرياض وعكاظ وغيرها.

تنويه بفكرة اللقاء الشهري للهيئة:

وأكد وزير الثقافة والإعلام أن الوزارة تولي كل الرعاية والاهتمام لمشروع تحويل كل من الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية إلى مؤسستين عامتين مفيداً أن الوزارة قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال وتأمل أن تفرغ منه في المستقبل القريب إن شاء الله بما يحقق الطموحات الكبيرة التي تعلقها الوزارة على هذا المشروع في تطور الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية في جميع أنشطتها وخططها المستقبلية.

وأشاد معالي وزير الثقافة والإعلام بالخطوة الإيجابية التي أقرتها الهيئة بلقاء شهري يجمعها بأحد المسئولين أو المتخصصين، مؤكداً أن هذه الخطوة ستكون بمشيئة الله خير معين في التعرف على ما لدى الآخرين والاستفادة من تجاربهم سعياً وراء درجات عالية من التكامل والتواصل.. وكان رئيس هيئة الصحفيين تركي السديري قد ألقى كلمة خلال اللقاء نوه فيها بتطور المستوى الصحفي في المملكة مؤكداً أن الصحافة السعودية حققت الكثير من المنجزات وأنها مرت بتطور سريع ونوعي مع تطور في الكيف لا الكم. وأكد السديري أن الإمكانيات المتاحة للصحافة في المملكة أفضل من تلك المتاحة في العالم العربي، وأن الصحافة السعودية تشهد زيادة في الكوادر المؤهلة.

لقطات... لقطات

تجاوز اللقاء الذي جمع وزير الثقافة والإعلام برجال الصحافة والإعلام في مقر هيئة الصحفيين السعوديين قرابة الساعتين واتسم بالشفافية والمكاشفة.

الزميلان الأستاذان تركي السديري رئيس تحرير الزميلة الرياض ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين والأستاذ خالد المالك (رئيس التحرير) ونائب رئيس هيئة الصحفيين كانا في مقدمة مستقبلي وزير الثقافة والإعلام عند وصوله مقر الهيئة عند الساعة الثالثة مساءً.

اللقاء الصحفي لمعالي وزير الثقافة والإعلام يندرج في إطار اللقاءات الشهرية التي تنظمها هيئة الصحفيين السعوديين بعدد من الوزراء والقيادات.

** تنوعت الأسئلة المقدمة لمعاليه بين تلك التي تتعلق بالشأن الصحفي وأخرى في الوضع التلفزيوني وإجابة معاليه على الجميع.

حاول مقدم الحفل الزميل تخفيف حدة الأسئلة وعمل استقطاع زمني وطلب من الوزير أنه يتحف الحضور بقصيدة من قصائد معاليه إلا أنه اعتذر بابتسامة لبقة.

حشد كبير من جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية حضرت اللقاء، وامتلأت القاعة الرئيسة لمقر هيئة الصحفيين السعوديين بالصحفيين والصحفيات والمصورين.

د. عبدالعزيز خوجة أثنى كثيراً على هيئة الصحفيين السعوديين وقدر الجهود التي يبذلها أعضاؤها، وأحال بعض الأسئلة لأعضائها للترتيب لها وتفعيلها.

ثم تتالت المداخلات المباشرة حيث شهدت القاعة تفاعلاً كبيراً مع مداخلة الزميل الصحافي ياسر المعارك الذي صدر بحقه قرار إيقاف عن الكتابة نهائياً، وقال المعارك إن لجنة النظر في المخالفات الصحفية لم تستمع له ولم يتمكن من الدفاع عن نفسه كون القرار صدر بحقه غيابياً وأنه تفاجأ بصدور القرار الذي استغرق ما يقارب السنة والنصف دون علمه، وطالب بضرورة تطوير آلية عمل لجنة المخالفات الصحفية؛ حتى لا يتكرر هذا الخطأ مع زملاء المهنة.

ومن جانبه وعد معالي وزير الإعلام عبدالعزيز خوجة الزميل المعارك بإعادة النظر في هذا القرار،كما قام الوزير باصطحاب المعارك إلى القاعة العلوية الخاصة بالاجتماعات بعد انتهاء اللقاء ووعده بأن يعود للكتابة في القريب العاجل.






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد