Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/01/2010 G Issue 13625
الأحد 02 صفر 1431   العدد  13625
 
الدكتور السبيل والرحيل المر!
د. محمد أحمد الجوير

 

من المؤكد أن المناصب القيادية تغري أصحابها الذين يعشقون التسمر على كراسيها ويتفانون من أجلها، ويندر أن ينقل إلينا خبر تخلي مسؤول من هذا النوع طواعية وقناعة بانتهاء دوره وقدرته على العطاء، لإتاحة الفرصة لغيره إيماناً منه بدرجات التفاضل بين البشر، غير أن الشائع هو الإعفاء أو الإجبار بالرحيل لبلوغ السن النظامية أو لا قدر الله بسبب مرض وما في حكم ذلك.

لا شك أن عملية التنحي عن المنصب تشكل صعوبة بالغة عند كثير من القياديين، وقد تعد مرضاً.

قبل أيام علمت بخبر استقالة زميلنا القدير الدكتور عبدالعزيز السبيل الذي تحمل أعباء الشأن الثقافي الداخلي في وزارة الثقافة والإعلام كأول فارس لذلك، وقد تناول الوسط الثقافي في المملكة هذا الخبر بامتعاض مرير ولا سيما من أولئك المثقفين والمثقفات الذين سبروا أدواره الايجابية في النوادي الأدبية أو من خلال جمعيات الفنون والثقافة أو معارض الكتاب بثوبها الجديد، وقدروا له ذلك.

هذه الشخصية المتوازنة تجبرك على الوقوف لها احتراماً وتبجيلاً من أول لقاء يجمعك بها، اجتمعت في هذا الرجل صفات خلقية حميدة ورثها من والده - حفظه الله - فانعكست على تصرفاته وأجلها سمة التواضع والأناقة في التحدث.

نحن في وزارة الثقافة والإعلام على اختلاف تخصصاتنا واهتماماتنا ويشاركنا إخواننا المثقفون والمثقفات وكل من له اهتمام في الحراك الثقافي، نتأسف لرحيل الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل الوزارة للشؤون الثقافية ونعتبره الرحيل المر لما يملكه من إمكانات وقدرات شخصية وعملية مميزة ومتزنة، ولن أخال معالي الوزير الأديب الأريب الدبلوماسي الأكاديمي الدكتور عبدالعزيز خوجة، إلا أن يشمل هذا الفارس المترجل - بإرادته - بنوع خاص من التكريم اللائق بشخصيته ومكانته .



dr-al-jwair@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد