Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/01/2010 G Issue 13625
الأحد 02 صفر 1431   العدد  13625
 
متى نحتفي بهؤلاء الرجال؟
د. علي بن محمد الحماد

 

يعيش بين أظهرنا رجال هِممهم تعانق الشمس في السماء، وتضاهي السحاب في الفضاء، همّهم بناء محافظاتهم، وخدمة مرافقها، وتيسير حياة مواطنيها.. ولا أعني بالضرورة أولئك الرجال العظماء الكرماء الذي يبنون حضارات محافظاتهم بأموالهم فحسب، فهؤلاء دُرة في جبين محافظاتهم ولا شك، وذلك مثل (السلمان في بريدة، والحناكي في الرس، والغزالي في الزلفي، والخضير في رياض الخبراء، والرشيد في حائل، والراجحي في كل مكان..) وغيرهم كثير وكثير.. لا أعلمهم الله يعلمهم.

لكنني أعني أولئك الذين يعيشون منذ نعومة أظفارهم على أمضى من الجمر ليرتقوا بمحافظاتهم، ويُعلوا ذكرها، ويبنوا مجدها، ومن أولئك الرجال صالح السلطان الثنيان في محافظة رياض الخبراء.. وذلك على كثرة أعماله وارتباطاته، فهو يعيش بين قومه (كالقريص) لا يقرّ له قرار في المطالبة بمرافق المحافظة الحكومية والأهلية.

وغيره كثير وكثير.. لا ينقص من قدرهم أني لا أذكرهم بهذه السطور، فإن أقل حقوق هؤلاء الذين يتجثَّمون الصِّعاب ويقطعون الفيافي والقِفار للمطالبة باحتياجات محافظتهم.. أقل حقوقهم هو الاحتفاء بهم وتكريمهم وتقبيل رؤوسهم، والدعاء لهم، ونشر فضائلهم، والأخذ بأيديهم، وإشعارهم بأن المجتمع يقدر جهودهم، ويبارك صنيعهم، وأضعف أضعف الإيمان هو الكفّ عن الوقيعة فيهم. وإن كنتُ على يقين أن خِيرة المجتمع يقدِّرون جهودهم.

وهؤلاء إذا لم نحْتفِ بهم وهم على قيد الحياة ليقتدي بهم غيرهم فمتى نكرمهم؟ لابد أن نكرمهم لتقر أعينهم بين أهلهم وذويهم، لابد أن نرد بعض الجميل، وأصل تكريم هؤلاء المصلحين جاء في القرآن الكريم، قال تعالى: ?وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ?، ومن الإصلاح بناء مرافق المسلمين وسدّ حاجاتهم.. ثم إنّ هذه الأعمال حسب نية فاعلها من ناحية الأجر الأخروي، لكن نحن لنا الظاهر، والله يتولى السرائر، ولكن في المُحصِّلة النهائية نحن المستفيدون وهم حقهم الجهد والعناء والأسفار والمشاق والوقوف على أبواب المسؤولين والوجهاء، قال صلى الله عليه وسلم: (ولئن أمشي في حاجة أخي المسلم أحبُّ إليَّ من أن أعتكف شهراً في المسجد..)، وهذا ليس مسلماً واحداً، بل حاجة محافظة بأكملها.

يقول أحد الثقات في المحافظة إن هذا الرجل (صالح السلطان) ذهب إلى الرياض للمطالبة بحقوق المحافظة ما لا يقل عن (100) مرة!! فتحية إكبار وإجلال لأبي سلطان، وتحية تشريف وتقدير لكل العاملين، والمطالبين والداعمين (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُم).

وفق الله الجميع.. والسلام عليكم.

- محافظة رياض الخبراء


ali5001@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد