Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/01/2010 G Issue 13625
الأحد 02 صفر 1431   العدد  13625
 

مرحباً سلطان الخير
د. ناصر بن علي الموسى(*)

 

هتف الزمان وردت الجوزاء

وأتى الربيع وطابت الأجواء

وتنفس الصبح المضيء مرحباً

وزكى الأريج وشعَّت الأضواء

وتبسَّم الزهر البديع مصافحاً

وتجمّلت في حسنها البيداء

وتحدث الكون الفسيح معبِّراً

عن فرحة ضجَّت بها الأرجاء

وتهلَّلت كل الوجوه وكبرت

سلطان جاء تزفه النعماء

أهلاً وسهلاً بالأمير وصحبه

فز الوجود وذاعت الأنباء

في حب سلطان النفوس تعلقت

الروح ترخص والفؤاد فداء

أنت الأمير تعددت أفضاله

أنت الزعيم تهابه الأعداء

أنت الذي غمر الزمان بطيبه

وبنى المكارم نبتها السراء

أنت الذي زرع المآثر والندى

والناس تحصد والحياة رخاء

أنت الذي نظر الكفيف بنوره

وغشته منك محبة وإخاء

أنت الذي نطق الأصم باسمه

ودعته منك بشاشة ووفاء

أنت الذي حظي المعاق بدعمه

واليوم يمشي والحدود سماء

كم من فقيرٍ قد شكا في لوعة

أَسْعَدْتَهُ فانزاح عنه عناء

كم من يتيم قد بكى في حرقة

أدنيته فانفك عنه جفاء

كم من بئيس قد مشى في حيرة

أرشدته فارتد عنه شقاء

وإذا المريض تكاثرت أوجاعه

فحنان قلبك بلسم وشفاء

وإذا المسن تهالكت أوصاله

فربيع روحك بهجة ووجاء

وإذا النفوس المتعبات ترنحت

فالحق أنت طبيبها ودواءُ

يا سيداً ملك القلوب بحبه

وتنافست في مدحه الشعراء

في كل شبر بالبسيطة مَعْلَمٌ

يبقى عظيماً كله إنباء

يحكي مآثر جمة خلدتها

ويقص تاريخاً علاه سناء

آل السعود تسامقوا في عزة

عرش القلوب وكلهم شرفاء

في ليلة نسج الخلود خيوطها

وتبسمت في ثغرها الأشياء

فتح الرياض بعزمه وبجده

عبد العزيز الفاتح المعطاء

وبنى على أرض الجزيرة دولة

منهاجها الإيمان والإنماء

هي منبع الإسلام موئل مجده

هي فخره هي نوره الوضّاء

وتعاقب الصيد بنوه بحكمهم

فحموا الحدود وقامت السمحاء

جاء السعود وجاء بعد الفيصل

يتلوه خالد ثم فهد سواء

رحلوا ولكن خلدت أعمالهم

والناس تفنى والصنيع بقاء

واليوم عبد الله قام مجدداً

والأرض تزهو والسماء دعاء

خطبت ملوك الكون طُراً وده

أما الشعوب فكلها إصغاء

ملأ الوجود بعدله وبنبله

وتعلّمت من نهجه الزعماء

العبقري الفذ يندر مثله

رمز الرموز القمة الشماء

وأميرنا المحبوب نايف إنه

للأمن فخر للحياة بهاء

فيه الخصال الطيِّبات تجمّعت

علم وحلم طيّبة ودهاء

ويظل سلمان الشموخ مؤيداً

في كل أمر رأيه بنَّاء

ويدوم رمزاً للوفاء كدأبه

في كل شأن همة وعطاء

هذي بلادي هذه أعلامها

حكم قويم شرعة ونماء

عزم وحزم قوة وتفوق

عدل وبذل لحمة وصفاء

عاشت بلادي حلقت في عزة

فوق السحاب تحفها الأنداء

وتسنمت هام النجاح بحكمة

والكون يزهو والنجوم ضياء

تختال في ثوب المعالي وحدها

والأرض تهتف والزمان ثناء

يا رب فاحفظ دارنا ورجالها

وانصره جيشاً يعتليه ولاء

واضرب على أيدي الطغاة بقوة

ذهب الضلال وزالت الظلماء

(* ) رئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد