لا يقتصر عمل الإنسان بالجهد فقط، فالعملية الوظيفية يأتي نجاحها وفق خطوات وتبادل واحترام الزملاء داخل المنظومة، العمل جهد داخل محيط (المنظومة) من سمات القيادي الناجح والرؤية للأداء تبرزه الأمانة قبل كل شيء أولاً ومن ثم التعامل والصدق مع الغير، فهي مجرد مسألة وقت للشخص فنعلم أن الكرسي والمنصب لا يستمر عليه شخص بعينه، فالتغيرات والتحولات نجدها متواترة ومتواجدة في شرع المهام الوظيفية، الوظيفة تبقى والتغيير على من يقوم بالمهام الوظيفية سنتان أو أربع فالتغير حاصل بغض النظر عن النشاط الوظيفي والمهام التي قام بها الشخص بعينة، التحولات والتغيرات مطلب وهي من أصول التعامل للوظيفة والتعامل لها، ونيل الشهادات تكون شفيعة لأصحابها لنيل المنصب الوظيفي نظراً للتخصص ومدعوم بخبرة مما سهل الطريق للتعيين، والشهادات زادت نتباشر بشبابنا بنيل الشهادات العليا من ماجستير ودكتوراه وهذا يبشر بالخير، ومن مصلحة البلاد حفظها الله أن يكون هناك حراك وتوسع علمي وتعليمي للمواطن، والدليل واضح بالتوجه بملء الوظائف بشباب يافع وطموح ولديه الفكرة الإدارية، الإحصائيات للجامعات بأعضاء التدريس والتحول من انخراط المواطن وتعيين (عضو هيئة التدريس) ومحاضر في الجامعات عكس ما كنا نشاهد من الجنسيات العربية بتواجدهم في الجامعات، والقطاع الخاص بمختلف نشاطها اتجهت على نفس السياق والآلية، البنوك، القطاع الصناعي، لا نسميه وعيا من أصحاب الشأن، فالوعي موجود ولكن هناك نقص لإحلال البديل ببديل آخر!
قد يغيض البعض من المشاهد اليومية من بعض المرؤوسين وسوء التصرفات التي يقوم بها الرئيس بمهامه الوظيفية من المركزية والتشدد وعدم التعاون مع المرؤوسين، وهي سمة لا تجد أي رؤية مستقبلية.
نعم الاحترام مطلب (ومن لا يحترم لا يحترم) والتقدير والاحترام لا ينحصر على رجل متعلم أم العكس، طبيعة البشر والسمة إنسانية بل الشرع الحكيم أوصانا بذلك.
إذا لماذا نعطي المقامة العالية للوظيفية ونحترم مسماها ونغض الطرف عن كيفية التعامل مع الموظفين!
لكل مقام مقال مقولة جميلة جداً ونجدها بيننا ونعطي لتلك المقولة كل إنصات وتنفيذ، ولكن لو فكرنا قليلاً وتساءلنا:
ماذا بعد التقاعد؟
الكثير ونجزم أن التصرفات قد تكون غير إرادية ولكن الاعتقاد الخاطئ والمخزون المتواجد لدى الشخص هو ما يبرز حقيقة التعامل.
بنقاشي وحواري مع الكثير من الطلاب في الجامعات يتذمرون حول الكادر الموجود في الجامعة من محاضرين وأعضاء هيئة التدريس، ونعلم أن الحقيقة لا تكون ظالمة بل مرة على من يحملون عناصرها، يتذمر الطالب عندما لا يجد مبالاة من الأستاذ الجامعي، حتى في عند مراجعة الطالب لا يجد مبالاة من الأستاذ بعينه، في الدوائر الحكومية المستشفيات من دكاترة في الطب الكثير من هؤلاء (ولا أعمم) الكثير منهم يحملون النرجسية ويمحون سمات الشهادة العلمية من الأخلاق والنفع، نجد أن سمات النعرات العلمية متواجدة في جعبتهم ولا يعلمون أن الشهادة لا ترتقي بصاحبها بل العكس، الشهادة العلمية ترفع صاحبها بالسمات الأخلاقية، ترفع صاحبها بخدمة الشهادة وتقديم ماذا أنتج وماذا عمل!
الحركة الثقافية والتعليمية ونشاط الصلاح التنظيمي والتعليمي تأتي وفق ما يقدمه المختصين والمهتمين بعملية التغيير للأفضل، وتأتي تلك التغيرات وفق رسم معاني توصيل المرحلة من تجسيد رؤية المفكر والأديب والكادر نحو تعليق نشاط المفهوم الفكري، فالشهادات العليا أتت من جهد واستمرار التفوق يأتي مع بث المفهوم الحقيقي للرسالة وخصوصاً المناصب القيادية العليا.
التواضع مطلب، ولا يمكن النجاح لأي عملية وظيفية أو علمية إلا بتواجد التواضع مع الآخرين، فرض النفس على الآخرين لا يأتي بالمنصب الوظيفي وحمل الشهادات، فهي لن تدوم، وذكراها في مهب الريح، وذكر شخصيتك عند الآخر ليس ثمينة، لا تأتي الأريحية مع الآخر ولا يأتي التواجد النفسي إلا بدماثة الأخلاق والاحترام.
نحن شاهدنا وعاشرنا الكثير بمختلف المناصب ووجدنا منهم كل احترام وتقدير وتواضع.
القيادة فن وذوق وهي اكتساب العقول وفرض احترامهم يأتي وفق ما تبث من دماثة الأخلاق والعمل الدءوب ومنفعة الآخرين والوقوف معهم بالدعم والتطوير.
فالنجاح يأتي بكسب الآخرين أولاً.
s.a.q1972@gmail.com