لسنا الوحيدين في هذا العالم الذين ابتلوا بآفة الإرهاب، ولكننا ولله الحمد والفضل والمنّة الأفضل في محاربته -باعتراف المنظمات الدولية والهيئات المعنية والحكومات التي تتسابق للاستفادة من الجهود المباركة الميمونة في مكافحة الإرهاب على مختلف الأصعدة الأمنية والفكرية والاجتماعية- وقد حقق رجال أمننا البواسل بتوفيق الله انتصارات عظيمة ورائعة في حرب هذه الفئة الباغية المعتدية التي لا دين يردعها، ولا عادات وتقاليد تحكمها، تحارب بلا قضية وتقاتل بلا هدف، تقتل المعصومين، وتروع الأمنين، وتسعى في الأرض فساداً وخراباً، لا يشبهها في التاريخ سوى فرقة الحشاشين المارقة -دلت التصريحات الأخيرة لعضو من لجنة المناصحة على أن نسبة كبيرة جداً منهم من متعاطي المخدرات-، والتفسيرات السلوكية والنفسية والاجتماعية لهذا السلوك الانتحاري الإجرامي القذر قد تطول وتطول، وخفايا هذه البؤر القاتلة كثيرة، وعوامل ظهورها ونموها متشابكة ومعقدة، فالدعم الأجنبي عامل بارز، وغياب الرقابة الأسرية عامل آخر، والأبرز منهما عامل الانحراف الفكري الذي يرعاه بعض المرتزقة وذوي المصالح المريضة والأفكار المنحرفة والذي يزود الحية بالسم دون أن يظهر في الصورة عندما تتقدم لاصطياد ضحاياها الأبرياء، هذا الفكر المنحرف وجد في بعض الشباب وصغار السن قليلي الخبرة والمعرفة والعلم الديني والدنيوي أرضاً خصبة للإرهاب، فقام بزراعتها ببذور الإرهاب السوداء ورعاها ونماها وأخذ يتفرج على حصادها المر المؤلم. المواطن اليوم لا يوجد لديه أدنى شك في قدرة رجال الأمن على الانتصار على أفراد هذه الفئة الباغية المنحرفة المارقة عن الدين والقضاء المبرم عليها وتدميرها بشكل نهائي، ولكن هذه الفئة التي تشارف على الانتهاء تنتظر حصاد مزرعة الإرهاب حيث يغذي الضالون المنحرفون أهل الفتن والأفكار الخبيثة، يغذون أراضي خصبة اختاروها بعناية لتزويدها ببذور الإرهاب السوداء، وتغذيتها بسماد الفكر السام، وماء التطرف الآسن حتى تلتحق بكهوف الخوارج وصفوف المارقين عن الدين.
إن محاربة مزارعي الشر هؤلاء وتفويت الفرصة عليهم وكشف زيفهم وباطلهم وتقديمهم للعدالة، واستصلاح الأراضي الخصبة للإرهاب وإعادتها إلى بيئتها الطبيعية وإلى الفطرة السليمة، هذا الأمر ليس واجباً على رجل الأمن فحسب بل على كل مواطن حر شريف سكن أرض هذا الوطن واستنشق هواءه وشرب ماءه، حتى لا تتلوث الأرض والهواء والماء بأفعال هؤلاء المجرمين القتلة.
BINBNASH@GMAIL.COM