Al Jazirah NewsPaper Saturday  30/01/2010 G Issue 13638
السبت 15 صفر 1431   العدد  13638
 
في أسبوع «منح الثقة»
المتحوطون يعزفون عن الذهب ويحتشدون أمام الدولار

 

تحليل - وليد العبدالهادي

منح المستهلك الأمريكي ثقته بعكس المستثمر الذي شكك في استمرار صعود أسواق المال والعملات هناك وهو محق، وضروي أن يتم الفصل بين تعافي الاقتصاد القومي وبين أداء أسواق المال، حيث إن نجاح الأول بفعل خطط الإنقاذ، أما الآخر فقد طغى بفعل سلوك وحجم السيولة، وأصبح متشبعاً شرائياً وفق الحركة الفنية التي لوحظ فيها هبوط حاد لشهية المخاطرة. ويبدو أن أقراص منع الشهية تلقى رواجاً لدى صناع هذه الأسواق، والنتيجة أصحاب القلوب الواهنة (المتحوطين) في طوابير أمام العملة الخضراء، والسبب أنها الأرخص حالياً. ولمزيد من التفصيل والتوضيح دعونا نحلق عبر رحلة أحداث هذا الأسبوع للتعرف على ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم:

الدولار الأمريكي

منذ مارس الماضي ولأول مرة يفصح الدولار عن اتجاهه الصاعد، تحقق ذلك بتخطيه مستوى 78.25 أمام سلة عملاته، وهو الآن يتداول عند 78.75 مع أول تقاطع لمتوسط 50 يوماً مع نظيره 100 يوم. وبناء على ذلك قد نشهد نطاق تذبذب واسع لترتيب المتوسطات يمتد من 76.5 إلى 80.5 أمام سلة عملاته، يدعم ذلك تكدس المتحوطين فيه وعزوفهم عن الذهب الذي يستهدف مستوى 1.007 دولار للأونصة. أما النفط وبعد انخفاض مخزونات الطاقة الأمريكية بقيمة 3.9 مليون برميل فإنه مرشح فنياً للعودة إلى منطقة 78 دولاراً للبرميل (خام نايمكس). هذا بالنسبة لثلاثي وعاء القيمة (الدولار - الذهب - النفط).

وقد بدأ الأسبوع بتراجع مبيعات المنازل القائمة لشهر ديسمبر مقارنة بنمو سابق 7.4%، والسبب يعود إلى أن من اشترى مطلع العام الماضي بغرض المتاجرة حقق مكاسب جيدة وقام بالبيع خصوصاً مع الارتفاع الحاد لأسواق المال الأمريكية، وكأن الأزمة المالية لم تحدث هناك، حيث عادت لمناطق قريبة من قممها التاريخية. أما المبيعات الجديدة منها فتراجعت بنسبة 7.6% دليل تأجيل عمليات الشراء من قبل المستهلك أملاً بأسعار أقل. والمستهلك كان حاضراً خلال الأسبوع، حيث منح ثقته في الاقتصاد وكان محل تقدير المستثمرين، كما يظهر من التقرير حيث وصل إلى مستوى 55.2 لشهر يناير مقارنة بالقراءة السابقة عند 52.9 وهو يتحرك في منطقة انتعاش فوق الخمسين نقطة، ومع تثبيت الفدرالي أسعار الفائدة عند 0.25% وتذكير المستثمرين بأن مواعيد سحب خطط الانقاذ لن تكون قبل مارس القادم قام المشترون في أسواق الأسهم بتنفيذ عمليات شراء جيدة، لكن تبقى العزوم ضعيفة هناك وشهية المخاطرة تكاد تكون معدومة على المدى القصير. وأخيراً نمر على أبرز النتائج المالية لكبرى الشركات هناك ومنها (Caterpillar) حيث انخفض عائد السهم 75% عن العام السابق، أما (Abble) فأظهرت نمواً للربع الرابع 50% في الأرباح الصافية وهو أهم ما ظهر في الإعلان، ولكن الدولار ما زال يستقطب المتحوطين من كل سوق حيث يبدو أن السبب هو أن أسواق المال بالغت في توقعاتها.

اليورو مقابل الدولار الأمريكي

عاد الزوج واختبر مستوى 1.42 بعد أن حطمته البيوع وهي عملية تأكيد بأن المسار الهابط سياسة تجارة لا يرجح العدول عنها إلا بعد أن يواجه دعماً قوياً يعيد العصمة للمشترين وهو مستوى 1.37 ويرجح ذلك بشكل كبير في الأسبوع القادم وهو يعود لنمط سلوكي كان قد احتضن الزوج أيام الأزمة المالية.

الجنيه الاسترليني

مقابل الدولار الأمريكي

لامس الزوج خط الاتجاه الصاعد القصير عند 1.61 بشكل رائع بأمر من المشترين ووسط حشد من المضاربين ونمط الحركة الفنية في طريقة الاختبار تشير إلى إمكانية التداول عند مستوى 1.66 مجدداً وبشكل حاد مع سرعة في الحركة.

الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

مارس تجار الين عناداً شديداً والنتيجة زيارة لمستوى 89.13 وبدء تشكل مسار صاعد للزوج خلال الأيام القليلة القادمة وبتخطي مستوى 91.87 تصبح الغلبة لتجار الدولار، أما الاتجاه العام فهو ما زال أفقياً بداية من منتصف يناير الحالي.

اليورو

بعد المفاجأة غير السارة من الاقتصاد الألماني في الأسبوع الماضي بشأن مبيعات التجزئة أتت أرقام ثقة المستهلك (GFX) مستقرة عند 3.2 مقارنة بالقراءة السابقة عند 3.3 وقد نرى ارتفاعاً في الطلب مجدداً وتنشيط عمليات الإنتاج هناك لذا يفضل مراقبة أرقام المنتجين للمزيد من الاطمئنان، لكن ثمة رقم تم الإعلان عنه أسعد الجميع حيث قلصت أسعار الواردات انكماشها إلى 1% على المقياس السنوي مقارنة بانكماش سابق بحوالي 5% وهو مؤشر يقيس التغير ومستوى النشاط في الواردات دليل على تعافي التجارة الخارجية للبلد وعودة الحياة للموانئ والمطارات الألمانية، لكن أسعار المستهلكين لشهر يناير انخفضت 0.6% وهذا يعني أن هناك انخفاضاً في نزعات الانفاق لدى المستهلك ولم يجد اليورو خياراً له هذا الأسبوع وبناء على المعطيات إلا الهبوط القاسي كما أشرنا في الحركة الفنية للأسبوع الماضي.

الجنيه الإسترليني

أهم خبر لذوي النفس الطويل قام بنشره الفريق الاقتصادي هناك هو تقليص انكماش الناتج المحلي الإجمالي وفق القراءة السنوية إلى 3.2% مقارنة بانكماش سابق 5.1% دليل ارتفاع القيم السوقية لأسعار السلع والخدمات المباعة في الأسواق، أما بشأن قطاع العقار القطاع الأكثر رواجاً بين التجار البريطانيين ووفقاً لمؤشر BBA الذي يقيس تطور الموافقات على القروض العقارية التي وصل عددها إلى 45.897 موافقة مقارنة بالرقم السابق عند 44.713 موافقة طبعاً يظهر من الرقم نمو الطلب وبالتالي قد نشهد تحسناً في الأداء المصرفي وبعض الصناعات المتعلقة بالعقار، هذا ساعد العملة الملكية في أن تكون العملة الأكثر اهتماماً لدى المضاربين ويتوقع استمرار هذا السلوك.

الين

قام المركزي الياباني بتثبيت سعر الفائدة عند 0.10% دون ذكر أي جديد بلغة الأرقام سوى ارتفاع الميزان التجاري للسلع لشهر ديسمبر إلى 522 مليار ين مقارنة بحوالي 492 مليار ين. وهذا يعني أن الطلب على السلع المصدرة لليابان ارتفع، وهذا يدعم العملة بلا شك وهو ما حدث للين لحظة الإعلان، وجاءت أرقام قطاع التجزئة مدعمة لذلك حيث قلصت انكماشها مع نهاية العام إلى 0.3% مقارنة بانكماش العام السابق 1%. ونذكر أن هناك أرقاماً هامة ستصدر بعد كتابة هذا التقرير تتعلق بقطاع التشييد والتضخم وسوق العمل يجدر متابعتها.

(تم إعداد التقرير منتصف جلسة الأسواق اليابانية يوم الخميس الماضي الساعة 4 صباحاً بتوقيت جرينتش)

محلل أسواق المال



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد