Al Jazirah NewsPaper Saturday  30/01/2010 G Issue 13638
السبت 15 صفر 1431   العدد  13638
 
قلعة التوحيد

 

في الحروب والصراعات تتكشف الأخلاق، وتتحدد درجات الثبات على المبادئ بدقة؛ باعتبار أن القوي يملك من إمكانات قوته ورسوخ مبادئه ما يجعله أكثر قدرةً على تقييم الموقف دون تنازل أو تخبط، والمملكة العربية السعودية التي تُعرف في المجتمع الدولي بوضوح سياساتها وصدق التزاماتها أكدت للعالم أن تعاطيها مع الخارجين على شرعية بلادهم والمتسللين إلى حدودها لم يكن خارج هذا السياق؛ فالمملكة، طوال عملياتها العسكرية التي صانت من خلالها الحدود وأعادت المتسللين إلى جحورهم، لم تكن تمارس جعجعة إعلامية أو ممارسات وحشية أو تنازلاً يؤثر في مصالح المنطقة واستقرارها، بل كان جنود عبدالله بن عبدالعزيز يتنافسون للجود بأرواحهم دفاعاً عن حياض الوطن في تجسيد مثالي للرجولة والفروسية والالتزام. وعلى الرغم من الأسلحة الكثيرة التي لا يمكن أن يكون مصدرها مجرد عصابة خارجة على القانون والإرادة الشريرة المبيتة للنيل من حدود الوطن إلا أن العدو اندحر وعرف قدره أمام إصرار الباسلين، على الرغم من كل الأساليب القذرة التي مارسها من استخدام للأطفال والتنكر بأزياء النساء وتفخيخ الحيوانات. ولم تفلح تلك العصابة في الثبات على شبر واحد من أرض المملكة؛ لتتوج القوات المسلحة السعودية عمليات تطهيرها لهم بالسيطرة الكاملة على قمة جبل الدود الاستراتيجية؛ لتكتسب تسمية جديدة تضاف إلى سجل شرف الدفاع عن الوطن، وهي «قلعة التوحيد».

العالم أجمع يدرك أن المملكة قادرة على الدفاع عن أمنها أمام تلك العصابة التي تجردت من كل الأخلاقيات ومعايير الالتزام، وأن خاتمة هذه المغامرة الفاشلة من قبل عصابة الحوثي لن تكون سوى ما آلت إليه؛ ففي المملكة رجال يعرفون قيمة الأرض وجوهر الوطن، ولأجدادهم في التاريخ شواهد في دفع الغالي والنفيس دفاعاً عنه؛ فالتاريخ الحقيقي شاهد محايد لم يروِ يوماً عن بقاء ولا سؤدد لمَن باعوا أنفسهم خارج الحدود، وفرطوا في مصالح أوطانهم، وتنازلوا عن مهمة المشاركة في بنائها؛ من أجل تبني مشاريع وهمية يقع الوطن أولى ضحاياها.

***






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد