Al Jazirah NewsPaper Saturday  30/01/2010 G Issue 13638
السبت 15 صفر 1431   العدد  13638
 
أمير الوفاء يكرِّم العلماء
د. سليمان بن محمد العيدي *

 

كانت أمسية مليئة بعبق التأريخ أن حضر لفيف من المؤرخين توزيع جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لنخبة من العلماء والمؤرخين ورجال الفكر الذين أسهموا في تتبع تأريخ المملكة العربية السعودية.. سعدت حينها أن كنت معرفاً -بالشخصيات المكرمة والمحتفى بها في مجالات عدة من قبل أمير الوفاء وكعادته في لفتة إنسانية لا ينساها التأريخ أن جميع هذه النخب من مختلف مناطق المملكة إدراكاً منه بأن كل مواطن هو مؤرخ بمعرفته ودراسته واهتمامه بأمجاده ومؤسسي دولته عبر حقب التأريخ التي مرَّت على مراحل الدولة السعودية المباركة، وتنوع المكرمون والمبدعون في ليلة الوفاء حينما شاهدت معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي (الرحالة المعروف) وهو يتحدث عن بلاد القصيم وتأريخها ورحلاته لخدمة الإنسانية ونقل تأريخ هذه البلاد إلى الآخرين بينما رأيت الشيخ الأستاذ محمد عبدالله الحميد الرجل الصبور والعطاء في جبال السراة وهو يكتب عن تأريخ المنطقة الجنوبية ويدافع بكتاباته ويرد على افتراءات كمال صليبي ويكشف الحقائق بأسلوب المكاشفة والوثائق الحقيقية. بينما رأيت من المكرمين الدكتور أحمد الزيلعي - المؤرخ والأستاذ في علم الآثار يضيف في هذه الأمسية ويجمع بين التأريخ والآثار ليكتمل العلم في هذا الفن في عُملةٍ تَندُر أن تجد هذا العلم في شخص واحد (مؤرخ وعالم آثار) ومع هذه الأمسية كانت (حائل) وعبق تأريخها حاضراً في شخص رجل التربية والتعليم الأستاذ عبدالرحمن السويداء الذي كرَّم من أمير الوفاء سلمان بن عبدالعزيز.. الذي جعل من دارة الملك عبدالعزيز.. حلبة سباق للتأليف والإبداع وترجمة التأريخ والحرص على إظهاره بحقائقه لتكون مرجعاً لهذه البلاد ورجالاتها وللعلماء والمؤرخين والأدباء.. إن سلمان لم يكن قاصراً فكره على الإدارة والحكم.. بل هو المؤرخ الذي يرصد عبر الكتابة والمشافهة والفراسة كيف يوثق التأريخ لأهله وكيف يرصد في أمهات الكتب والمخطوطات فهو لن يسمح بالتزييف وإيراد الأمور في غير نصابها ويعمل معه في الدارة كوكبة من المتخصصين والمهتمين بالتاريخ وأهله عبر مجلس الإدارة النشط وبإدارة أخ عرفته في الجامعة وفي الدارة معالي د. فهد بن عبدالله السماري أستاذ التأريخ تحت إدارة رجل التأريخ والوفاء والإبداع سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.إن هذه الفرصة التي كنا نعيشها في قاعة المحاضرات بمركز الملك عبدالعزيز التأريخي تعطي إضافة هامة أن التكريم لأولئك الذين أبدعوا يجدون حلاوتها حين الحضور وملامسة الفرحة معاً. لكنها بعد الرحيل تعتبر فاقدة مذاقها وإن كان في كل خير لكنني أذكر لمعرفتي أن مناسبات عديدة تشهدها بلادنا تكرّم فيها المبدعين بعد وداعهم لكن دارة الملك عبدالعزيز أحسنت حين كرمت رُموزاً وعلماء شهدوا بأنفسهم لحظة التكريم والوفاء من رجل الوفاء والعطاء دامت بلادي وأهلها بخير.

* مستشار وزير الثقافة والإعلام



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد