Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/02/2010 G Issue 13649
الاربعاء 26 صفر 1431   العدد  13649
 
صفحات غير مألوفة لكنها من الواقع
قصص.. مآسٍ.. حكايات تدمي القلب وراء إدمان النساء للمخدرات

 

الجزيرة - سعود الشيباني:

في سياق قصص إدمان النساء التي تواصل «الجزيرة» نشرها كشفت إحدى السيدات أنها قبل عشرة أعوام تزوجت من شخص اكتشفت بعد أن أنجبت منه بنتا فارس زوجها من مدمني المخدرات.

وقالت خلال حديثها ل «الجزيرة»: كانت صدمة عنيفة حينما اكتشفت أن أقرب إنسان لنفسي وأهم شخص في حياتي مدمن مخدرات، وكنت قبلها لا أتصور أن أرى إنساناً مدمناً، ناهيك عن أن يكون هذا المدمن في بيتنا، ولكن لا فائدة، كان يجب علي أن أتعامل مع الأمر الواقع بصورة إيجابية، وسعيت لتجاوز الصدمة، والانتقال إلى مرحلة التخلص من هذا الواقع المؤلم، فحاولت جاهدة علاج زوجي وتخليصه من مصيبته بشتى الطرق وكان بين فترة وأخرى يستجيب للعلاج ولكن ما أن يبدأ رحلة الاستشفاء يعيده رفقاء السوء إلى المربع البائس وكانوا بتصرفهم ذاك، وبقدرتهم على إعادته إلى السموم كل مرة أقوى مني ومن الأطباء الذين كانوا يباشرون العلاج.

محاولات تحرش واغتصاب

في ظل هذه الظروف تردت حالة زوجي الصحية، ومعها ساءت أحوالي النفسية، واستمرت أوضاعنا السيئة في ازدياد وترد، وكان يمضي وقته إما في حالة غياب عن الواقع، أو يسهر مع تجار ومروجي السموم القاتلة، وكل فترة كان يجلب معه للمنزل عدداً من تجار المخدرات والمروجين والمدمنين، وكانوا يتعاطون المخدر في مجلسه، ويسهرون معها، وكم حاولت مقاومة ذلك الواقع المرير، ولكن دون جدوى، وكنت أنظر إلى الأمر على أنه ظرف ربما يتغير، وصفحة لا شك ستطويها الأيام، وكل ذلك حفاظا على البنت التي تربطنا، وحفاظا على ما تبقى من أركان الأسرة وسياج الحياة الزوجية المتهالك، حاول كثيرا أن يجرني إلى هذا العالم المظلم، لكن عناية الله حفظتني، وقد تعرضت لعدة حالات تحرش ومحاولات اغتصاب من رفقاء السوء الذين يستضيفهم زوجي وداخل بيتي، ولكن قدرة الله أنقذتني من شرهم.

وتواصل حديثها: كنت أهرب من هذا الواقع إلى منزل والدي الذي لا يستطيع التحرك بسبب تعرضه لعدة جلطات بعد أن عجز من إنقاذي من زوجي الذي أصبح وحشا كل من حولنا يعرفون قسوته، ويعملون ألف حساب من التعامل معه، وحينما أهرب إلى منزل أهلي، كان يحضر إلى هناك ويأخذني بالقوة أمام الحاضرين والجيران الذين فيما بعد تعودوا على كثرة صيحات الاستغاثة وكذلك خوفهم من تهديدات زوجي المدمن لهم ودخوله منزلهم أكثر من مرة بحثاً عني، وظنا أنني أختبئ لديهم في حالة هروبي لمنزل أحد الأقارب.

اختفاء الأبناء

وقالت: كثرت المشاكل في بيتنا، وأصبح زوجي خطراً علي وعلى أبنائي، ولم يبق أمامي من سبيل إلا القضاء، تقدمت بشكوى بإحدى المحاكم وأثبت للقاضي أن زوجي تارك صلاة ومعنف وانه يشكل خطرا على بقية أفراد الأسرة، فحكم القاضي بإبعاده عنا، وبعد فترة طالب أن يأخذ أطفاله لمدة (24) ساعة بهدف السلام، وأصدر القاضي بتحديد يوم بالشهر ويتم استلام الأطفال البالغ عددهم أربعة عن طريق الشرطة وكذلك العودة لي عن طريق الشرطة، واستمر الحال هكذا يأخذهم ثم يعيدهم، وبعد عدة مرات هرب بهم لوجهة غير معروفة وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية التي أصدرت تعميما واستمر اختفاؤهم عني قرابة عام ليتم العثور عليهم داخل أحد المواقع المهجورة في حالة يرثى لها.

واتضح أنهم أصيبوا بحالة نفسية سيئة بسبب جلوسهم لعدة أيام دون أكل أو من يؤنس وحدتهم داخل أماكن مهجورة، وبذلنا جهدا كبيرا لنستعيد وضعهم النفسي، ونحاول ترميم نفسياتهم، وهذا آلمني كثيرا، ولكن هذا السلوك يؤكد أن هذا الرجل قد وصل إلى مرحلة خطيرة، وأن إدمان المخدرات أثر على عقله، ودعاه يقوم بهذه التصرفات، هكذا دمر الإدمان حياتي، ونسف عش الزوجية، وترك بصمته الكالحة على أبنائي، وجعلني وإياهم ضحايا الإدمان، ومشاكله وتداعياته السالبة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد