Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/02/2010 G Issue 13649
الاربعاء 26 صفر 1431   العدد  13649
 
عربدة إسرائيل

 

من أجل إجهاض أي تفكير ومحاولة إشعال الحروب وتدمير الاستقرار والسلام العالمي وضعت الأسرة الدولية ضوابط ومواثيق وأنشأت هيئات ومنظمات دولية؛ لتثبيت الأمن والاستقرار واعتراض أفعال ومغامرات مثيري الحروب، ومن أجل هذه الأهداف النبيلة أنشئت منظمة الأمم المتحدة، وكُلف مجلس الأمن الدولي بالحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وكان لتدخل هذه الهيئة الأممية دور مهم في اعتراض وإحباط العديد من الحروب الكونية وحماية البشرية من اندلاع حرب عالمية أخرى بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية.

إلا أن طغيان سياسة الكيل بمكيالين، من خلال الانحياز السافر إلى الكيان الإسرائيلي الذي فُرض على المنطقة العربية، وأُطلقت أيادي عناصره لتفعل ما تريد في المنطقة، يضع الكثير من التساؤلات حول مصداقية وعدالة هذه المنظمات الدولية ودورها في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين؛ فالكيان الإسرائيلي، خصوصاً هذه الأيام، لا ضابط لأفعاله وتصرفاته وتهديدات مسؤوليه السياسيين والعسكريين، وكما حيوانات الغابة المتوحشة التي لا تكتفي بفريسة واحدة بل تستهدف أكثر من ضحية، يهدد الكيان الإسرائيلي، في وقت واحد، الشعب الفلسطيني المستهدف في مدنه وقراه ومخيماته.

الضفة الغربية وقطاع غزة، وحتى المخيمات التي تفتقر إلى أبسط متطلبات الحياة الإنسانية، عرضة لهجمات وعدوان قواته المسلحة التي تستعمل أسلحة معظمها محرم دولياً، وتجرب ذخائرها في أجساد الفلسطينيين المنهكة.

أما لبنان فيواجه يومياً اعتداءات من نوع آخر تتمثل في انتهاك أجوائه ومياهه الإقليمية، واختراق الحدود، في إرهاب متواصل؛ من أجل فرض رعب مستمر يجعل أهل الجنوب تحت رحمة الآلة الإسرائيلية العسكرية.

ومع سورية أسلوب آخر من أساليب الترهيب والتهديد التي لا يمكن أن تتداول كلغة تخاطب بين الأسرة الدولية؛ ليصل الأمر إلى المستوى الذي يجعل وزير خارجية يهدد بتغيير الحكم في دولة مجاورة وإبادة أسرة القائمين على الحكم.

أي أسلوب إرهابي هذا الذي يقدم عليه مسؤولو الكيان الإسرائيلي؟ ومع هذا لم نسمع أي ملاحظة أو اعتراض ممن يدَّعون أنهم حماة السلام والأمن الدوليين..!!

هل هذا هو أسلوب رُسُل الديمقراطية والحضارة الغربية للمنطقة العربية؟ ولذلك لا يجرؤون على مجرد توجيه ملاحظة اعتراض فقط..؟!!

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد