Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/02/2010 G Issue 13649
الاربعاء 26 صفر 1431   العدد  13649
 
مقاربة
النصر والهلال.. «خير يا طير»!
دباس الدوسري

 

لماذا قدمت اسم فريق النصر على فريق الهلال في عنوان المقالة؟!

سؤال (تافه) قد يتبادر إلى ذهن بعض الذين انشغلوا ب(سفاسف) الأمور عن معاليها.. وهذا السؤال قد يكون من بعض الهلاليين الذين لا يرضون بتقديم اسم النصر على فريقهم مهما كان الحال.. وقد يصدر السؤال أيضاً من بعض النصراويين الذين يشتركون في نفس الصفة الاهتمام ب(السفاسف).. وعموماً أنا تعمدت تقديم اسم النصر.. ليس لأن لقاء اليوم يُقام على ملعبه حسب قرعة مسابقة كأس ولي العهد.. فأنا لا أكترث لمثل هذه الأمور.. وإنما قدمته متعمداً ليتناسب مع مقدمة المقالة ليس إلا.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفاسفها).. من حديث الحسين بن علي صححه الألباني.. وفي هذا الحديث بيان ما يحبه الله سبحانه وتعالى.. وما يكرهه فلا ينبغي لمسلم أن يضع نفسه في موضع يكرهه الله ورسوله.. ولا أن يترك معالي الأمور ويتتبع (السفاسف).. وينشغل بأمور تافهة مثل ذكر اسم فريق قبل الآخر.. أو اعتبار نتيجة مباراة أياً كانت هذه المباراة بمثابة (حياة أو موت).. ومن هذه النتائج التي يبالغ بعض الرياضيين في تصويرها وتهويلها نتيجة مباراة اليوم بين فريقي الهلال والنصر.

* أعترف أنني قد أميل لأحد الفريقين.. وأتمنى فوزه على الآخر.. وسأفرح بذلك.. لكن هذا لا يعني أبداً أن (أوقف) حياتي على نتيجة مباراة.. هي أولاً وأخيراً (لعبة).. فالقضية كلها لعب في لعب.. وسيلة ترفيه ومتعة.. واستمتاع وقضاء وقت في أمر (مباح).. فلماذا يتم تحويل هذا (المباح) إلى (إثم) والعياذ بالله.. لماذا يسبق هذا اللقاء استشعار جماهيري وإعلامي يخرج المباراة من (جو) التنافس الشريف إلى أساليب الضرب تحت الحزام وإثارة (الفتن) والبغضاء وتحويل ميدان الملعب إلى ساحة ل(أم المعارك)؟! لماذا أصبح اللعب هو (الجد) في حياتنا والجد بات (لعباً في لعب)؟!

ألا يسعنا أن نترقب المباراة بدون هذه الأجواء المشحونة المليئة بأساليب إثارة الفتن بين أعضاء الفريق الواحد لمصلحة الفريق الآخر.. أو بأساليب المبالغة في الإشادة لتخدير طرف لمصلحة الطرف الآخر.. والمشكلة، كل هذه الأساليب مكشوفة لأنها قديمة جداً.. ولا تنطلي إلا على من يهتمون ب(سفاسف) الأمور وأرجو ألا يكونوا كثيرين.

اليوم لا بد من خاسر.. ولذا لا أستبعد أن يكون هناك حالات إغماء (!!).. فقد حدث قبل ذلك.. بل وسمعنا عن أشخاص فارقوا الحياة بتأثير فوز أو خسارة فرقهم المفضلة.. ولا أستبعد أن يكون هناك بكاء (!!) ودموع تُسكب فرحاً أو حزناً.. فاليوم عند البعض حياة أو موت للأسف..

اليوم قد يشتم الشقيق شقيقه من أجل مباراة.. وقد يخاصم صديق صديقه من أجل مباراة.. وقد (يلعن) مسلمٌ مسلماً من أجل مباراة.. فكله يهون لعيون الهلال أو النصر.. وكأن الهلال أو النصر طلبا منهم ذلك.. لا والله.. فلو كان الهلال أو النصر كائنين حيين لأعلنا البراءة من هكذا تصرفات تُذكي روح التعصب والفرقة والفتنة بين شباب الوطن الواحد والمدينة الواحدة والبيت الواحد والاستراحة الواحدة.

* لماذا يصر بعض الإعلاميين وبعض الجماهير على تحويل نتيجة مباراة إلى مسألة «شخصية»؟!.. يتابع المباراة.. وهو يتخيل ماذا سيقول غداً لمن حوله إذا خسر فريقه.. وكيف يواجههم و(وين يودّي وجهه) فالعار والشنار لحق به جراء خسارة الفريق الذي ينتمي له هذا العاشق المجنون.. وإذا قلت له: الرياضة فوز وخسارة قال: (لا.. أهم شيء الكياااان).. أي كيان (يابو كيان).. المسألة كلها كرة قدم تبدأ بصافرة وتنتهي بصافرة.. ولا تستحق كل هذا العويل.. والكيان هذا (كذبة) تحاول أن تملأ بها روحك الفارغة من معالي الأمور.

«دنبوشي» مدني رحيمي!!

سأل بدر الفرهود مقدم برنامج «الدليل القاطع» في القناة السعودية الرياضية الدكتور مدني رحيمي.. عضو شرف الاتحاد: هل تؤمن بالدنبوشي فقال: لا أعترف به.. ولكن السحر موجود في القرآن.. ثم طالب بإثبات الاتهام الذي وجّه إليه.. إلى هنا وموقف الدكتور مدني رحيمي سليم.. لكنه واصل تبرير تصرفاته حينما كان مديراً للكرة في فريق الاتحاد الكروي وقال: أنا بكالوريوس تربوي في علم النفس.. وإذا رأيت الطرف الآخر غارقاً في وهم.. أحاول التأثير عليه لمصلحة فريقي.. واعترف أنه كان يقوم بحركات أمام جماهير الأهلي (تلفت) النظر إليه.. وتجعل الجماهير المنافسة تعتقد أنه (يدنبش)!! ورغم أنني معجب بصراحة الدكتور وآرائه الجريئة.. سواء اتفقت معه أو اختلفت.. إلا أنني كنت أنتظر منه أن يقول إن تلك تصرفات قديمة (ندم) عليها.. ولم يعد يفتخر بها.. ذلك لأن المؤمن لا يضع نفسه في موضع الشبهات.. والدكتور مدني يعرف أن (السحر) من كبائر الذنوب.. فكيف يتعمد الإيحاء لجماهير الأهلي.. أو غيرهم بأنه يقوم بأعمال (سحرية) من أجل نتيجة مباراة في كرة القدم.. بل حتى ولو كان من أجل ما هو أكبر من ذلك.. فالمؤمن لا يضع نفسه في شبهة أبداً.. ولو وقع في شيء من الذنوب وجب عليه أن يستر نفسه ولا يجاهر بذلك (كل أمتي معافى إلا المجاهرون).

يا دكتور ألا تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من معتكفه ليقلب أم المؤمنين صفية بنت حيي إلى بيتها فرآه رجلان من الأنصار فأسرعا فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: (على رسلكما إنها صفية) خشية أن يقذف الشيطان في قلبيهما شيئاً رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن مواطن الشبه إلا أنه حرص على أن يعلمنا أن المؤمن يجتهد ليدفع الشبهات عن نفسه وليس الإيحاء بعكس ذلك رجاء مكسب كروي زائل.. هذا فضلاً عن أن مثل هذه التصرفات قد (تنطلي) على بعض ضعاف النفوس ويعتقدون أن الفوز ما جاء إلا بسبب هذه الخزعبلات.. وربما حاولوا تقليدها ليس بالإيحاء كما يفعل الدكتور.. إنما حقيقة فيقعون في حبائل السحرة والدجالين.

مقاربات

* ننتظر أن تكون مباراة اليوم قمة في المتعة.. وأتمنى ألا يصدر من منسوبي الفريقين ما (يشوّه) هذه المتعة بتصرفات أو تصريحات (تلعب) على عواطف الجماهير.

* اتهام حسن شحاتة مدرب منتخب مصر بأنه يستخدم السحر في بطولة إفريقيا مضحك جداً.. فكيف يفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم ويفوز ببطولة إفريقيا ب(السحر).. هل يستطيع شحاتة أن يبيع الماء في حارة السقّايين؟!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد