Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/02/2010 G Issue 13653
الأحد 30 صفر 1431   العدد  13653
 

شيخ العطاء والإحسان قد مضى لسبيله
أرى الناس طرا حامدين (لصالح)
وما كلهم أفضت إليه صنائعه

 

سعيد من يتفق الناس أو جلهم على محبته واحترامه ولا يتسنى ذلك إلا عن علم ومعرفة بأحواله وأفعاله وأفضاله بل حتى بالسماع وتناقل الرواة عن أخباره وإحسانه، وعن تدفق وفيض كفيه بالأموال الوفيرة التي يسهل انسيابها صوب المشروعات الخيرية من بناء مساجد ودور للأيتام والمساكين، وتشجيع لدور العلم وحفظة القرآن الكريم، وغير ذلك من الأشياء التي يعود نفعها على الوطن وأهله، فقد وهب الله الكثير من عباده الصالحين عقولاً نيرة يميزون بها الأشياء المحيطة بهم وما يدور في مجتمعهم من أشياء نافعة محبب للنفوس تحقيقها من مشروعات خيرية يتلذذ بفعلها رجاء المثوبة من رب العباد عندما يلقاه.

إن مثل هذه الصفات مجتمعة وملازمة لشيخ العطاء والإحسان الذي حبه استولى على عواطف الكثير من أهالي القصيم بصفة عامة، وأبناء مدينة الرس - مهوى رأسه - خاصة، إنه الشيخ الفاضل: صالح بن مطلق الحناكي «أبو مطلق» تغمده الله بواسع رحمته، الذي هالني غزارة هطول أقلام الكثيرين رجالاً ونساء، وتدفقها على عدد كبير من أوراق الصحف المحلية متأسفين على رحيله وغيابه الأبدي عن نواظر محبيه، وعمن كان يرعى شؤونهم من أيتام وأرامل، ومن دعم سخي للجمعيات الخيرية التي تعنى بأحوال المساكين وباحتضان تلك البراعم حفظة كتاب الله الكريم ليضيء صدورهم ويحصنهم من الاقتراب من قرناء السوء الذين حذر الشاعر من الركون إليهم بقوله:

ولا تركن إلى أهل الدنايا

فإن خلائق السفهاء تعدي

فأبو مطلق غيمة ضافية من العطاء الباذخ المحمودة تهمي على الآكام والسهول والشاهد على ذلك هو الكم الهائل من الثناء والإطراء العاطر الذي سطر وأفرغ على أديم تلك الصحف، وبالذكر الحسن في المجالس والمنتديات، فهو رجل خير وبركة قد من الله عليه بوافر من المال وسعة في الرزق فقد طبع على السخاء والكرم والتلذذ بالإنفاق لمستحقيه، لا يفوته يوم فيه شرف ورفعة بل يقل مثله في مثل هذا المضمار الإنساني، ويعلم جيداً أن المال عارية ينتقل من كف إلى أكف بعدما يرحل عنه صاحبه الأول ويصبح مقتسماً بين الوراث، فالإنفاق منه في الحياة أجدى وأنفع قبل أن تتزاحم الأقدام والأيدي على حمله والتعجيل به إلى مواراته تحت أديم الأرض بعيداً عن أهله ومدخراته وهذه سنة المولى في خلقه بتعاقب الأجيال جيلاً بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالموجب للمشاركة بهذه الكلمة الوجيزة هو ما شاهدته من كثافة ما كتب عنه، منوهين بأفضاله وراجين له المغفرة وطيب الإقامة في مضجعه إلى أن يأذن الله بخروج جميع الخلائق ليوم الحساب، فرأيت أن أسطر هذه العبارات ضرباً من الوفاء لمثل ذاك الكريم ولقد أحسن الشاعر حيث يقول:

يثني عليك من لم توليه جميلا

لأنك بالثناء به جدير

ويقال إنه يؤم المسجد الحرام ويزور المسجد النبوي بين حين وآخر ويصوم شهر رمضان كل عام بمكة المكرمة مصطحبا معه كمية من جيد تمور القصيم للمساهمة في تفطير صوام الحرم المكي مع ما يبذله من زكاة وصدقات للفقراء هناك، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وألهم أبناءه وذويه ومحبيه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).

حريملاء

فاكس 5260538 01


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد