Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/02/2010 G Issue 13653
الأحد 30 صفر 1431   العدد  13653
 
الشيخ ناصر الشثري بين الذكريات والمذكرات !!
يوسف بن محمد العتيق

 

على عادة كريمة يقوم بها ولاة الأمر منذ قيام هذا الوطن المعطاء وحتى يومنا هذا قام الملك الراحل خالد بن عبد العزيز بزيارة لفضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين العالم المعروف، وكان برفقة الملك خالد الأميرين فهد بن عبد العزيز، وعبد الله بن عبد العزيز (الملوك فيما بعد)، والأمير سلطان بن عبد العزيز رحم الله الأموات وحفظ الأحياء، وعلى هامش هذه الزيارة سأل الملك خالد أخاه الأمير فهد (مازحا): من هو الشخص رقم واحد لدى (أبو حبيب) وهو يقصد بأبي حبيب الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري المستشار بالديوان الملكي متعه الله بالصحة والعافية فقال الأمير فهد بأنه الأمير سلطان، ثم قال الملك خالد ومن الرقم اثنين لديه ؟ فأجاب الأمير فهد بأن الرقم اثنين لديه هو: الأمير سلمان، فسأل الملك خالد:وأنا كم رقمي عنده ؟!فقال الأمير فهد :أنت رقم عشرة لديه يا طويل العمر !!، وفي اللحظة نفسها سأل الأمير فهد الملك خالد: وأنا كم رقمي لدى الشيخ ناصر فأجاب الملك خالد رحمه الله بأنك رقم مائة !!

وهنا تدخل الشيخ ناصر -وهو الذي يعلم يقينا- بأن الحديث كله مداعبة ومزح، فقال: رقم واحد هو الملك خالد، ورقم اثنين هو الأمير فهد !!

والشيخ ناصر يقصد بهذا الجواب بأن الملك وولي عهده هم رقم واحد واثنان لديه، وهم كذلك في الجانب الشرعي لما لهما من حق البيعة الشرعية، لولي الأمر وولي عهده.

هذه القصة ليست من روايتي أو من أحاديث المجالس بل ذكرها الشيخ ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي والوجه المألوف والمحبوب لدى أبناء هذا المجتمع الكريم ونقلها لي نجله الدكتور محمد.

وسبب إيرادي لهذه القصة أنها تدعو للتأمل في المكانة الشخصية والتاريخية للشيخ ناصر الشثري والتي يجب أن تستثمر في خدمة تاريخ هذا الوطن وتوثيقه، فأقول: ماذا لو كتب هذا الرجل -أو أملى- مذكراته أو ذكرياته، وهو الذي مر بأحداث كبيرة وكثيرة يهم الباحث في تاريخ هذا الوطن أن يوثق شهادة هذا الرجل عليها -وتفاصيل ما دار مما لم يوثق حتى الآن عن تاريخنا الوطني بحاجة ماسة إلى شهادات ومن شخصيات بقامة الشيخ ناصر الشثري.

الكثير من الناس يرى الشيخ ناصر صاحب حضور منتظم ودائم في المناسبات الوطنية والمناسبات الاجتماعية وهو مضرب مثل عند الجميع في زيارة جميع شرائح المجتمع والتواصل معهم مما أعطاه عمقا كبيرا في معرفة هذه الشرائح صغيرها وكبيرها، وهو رجل معروف بأنه يحرص على تحقيق تطلعات واهتمامات ولاة الأمر في جوانب كثيرة يأتي على رأسها إصلاح ذات البين بين المواطنين، وبخاصة في قضايا الدماء وإعتاق الرقاب، والشيخ ناصر صاحب صلات قوية ومميزة مع قيادات دول الخليج العربي كما هو الحال بالشخصيات الفاعلة في هذه المجتمعات، وهو صاحب مجلس يومي يحضره الأمراء والعلماء والأعيان ورجال الأعمال والإعلاميون وغيرهم.

كل ما ذكرته سلفا يدل على أن هذا الرجل لديه شهادة مهمة سيكون لها -بدون أدنى شك- الحضور المهم في أكثر من جانب من تاريخنا المحلي من بينها جوانب مشرقة عن ولاة الأمر وبعض أعمالهم الخيرية التي شهدها الشيخ ناصر، ولم تسجلها وسائل الإعلام، كما أن الشيخ ناصر شاهد مهم على جانب التوعية والتوجيه الديني في هذا الوطن وبخاصة في جهاز الحرس الوطني، وهو قريب جدا من علماء هذا الوطن وبخاصة العالم الراحل عبد العزيز بن باز رحمه الله، والشيخ ناصر صاحب حضور فاعل في العمل الخيري بشكل عام، وصاحب وجاهة ومكانة استثمرها في الشفاعة للمحتاجين عند ولاة الأمر وأصحاب الجاه والحضور الاجتماعي.

وهذا الرجل يمثل الامتداد لوالده العالم الكبير الشيخ عبد العزيز الشثري المتوفى في 1387هـ والذي كان على صلة مميزة بمؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، ونجليه الكريمين الملوك سعود وفيصل رحم الله الجميع.

أخيراً: أنا على علم بأن الشيخ لو طلب منه أن يكتب أو يملي مذكراته أو ذكرياته فهو سيعتذر بأعذار متعددة وفي طليعتها بأن ما قدمه هو واجب يمليه عليه دينه وواجبه الوطني وأن ما عمله بينه وبين ربه أو بأنها مذكرات لا جديد فيها، وهذا تواضع غير مقبول رأيته وعانيت منه من كثير من أساتذتنا وأشياخنا ممن يعتذرون عن نشر مذكراتهم وأخبارهم، لكن ألا يرى هؤلاء بأن من حق الوطن أن يكتب رجاله مذكراتهم لأنها جزء من تاريخنا المعاصر وينبغي أن تحفظ عن طريق الأشخاص الذين شاركوا وساهموا بالمشاركة فيه، وكانوا عند حسن ظن ولاة الأمر، فكتابة المذكرات واجب وطني وقبل ذلك مطلب ديني لكون نشر المآثر الحسنة جزءا من نشر روح القدوة في المجتمع، وبالتالي يجد الشاب القدوة له في خدمة دينه ووطنه وولي أمره.

للتواصل


tyty88@gawab.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد