Al Jazirah NewsPaper Sunday  14/02/2010 G Issue 13653
الأحد 30 صفر 1431   العدد  13653
 
من أبطال الجزيرة العربية في مرحلة التأسيس (4-9)
عبدالله بن صالح العقيل(*)

 

ونورد نص خطاب آخر يدل على الأسلوب الذي يخاطب به الملك عبدالعزيز رعيته، وخاصة أخاه عبدالله بن عقيّل، وما يفيده به من أخبار البلاد والعباد: «بسم الله الرحيم الرحيم. من عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل إلى جناب الأخ المكرم الأفخم عبدالله بن محمد بن عقيّل - سلمه الله تعالى، آمين - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام، والسؤال عن أحوالكم لا زلتم بحال السرور، أحوالنا من كرم الله جميلة، خطكم المكرم وصل، وما عرفت كان معلوما مخصوصا من طرف الأخبار ومنازل العربان، أحسنت الإفادة، بارك الله فيك، أخبارنا صحة، ولا حدث ما يوجب الإفادة سوى دوام الخير والعافية، الله تعالى المحمود على ذلك، نرجو أن الله يديم علينا وعليكم سوابغ نعمه ويرزقنا جميعا شكرها، هذا ما لزم تعريفه مع إبلاغ السلام العيال ومن العيال يسلمون، ودمتم محروسين والسلام. 19 جا 1345».

هكذا كان الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - يخاطب رعيته بكل تواضع وتقدير، وينقل لهم أخبار البلاد، كما كان يشكر المولى على ما أسبغه من نعم وأمن وأمان على بلادنا، وكان يحث رعيته على الحرص على العمل الفاضل والتحلي بالأخلاق الحميدة، وأن يكونوا شاكرين لله على نعمه التي لا تُحصى. وكذلك كان يخاطب رعيته بأحسن العبارات وأطيبها مثل: الأخ، المكرم، الأفخم، بارك الله فيك، وغيرها من العبارات التي تدل على الاحترام والتقدير.

5- في عام 1342هـ، وبعد أن لاحظ عليه الملك عبدالعزيز - رحمهما الله - علامات الإمارة والنباهة والقيادة بدأ يكلفه بالإمارة؛ فعينه في شهر رمضان من هذا العام أميراً على الجوف بعد عساف الحسين العساف أمير الرس سابقاً، وبقي في الجوف حتى عام 1345هـ، قام خلالها بقياد سرايا عدة لتأديب القبائل القريبة من حدود المملكة مع العراق. وقد خلفه على إمارة الجوف الأمير تركي بن أحمد السديري.

وعندما كان ابن عقيّل أميراً على الجوف كان الإمام يكلفه بإنجاز بعض المهام التي لا يقدر عليها إلا الكبار من الرجال الأبطال، منها خطاب بعثه الإمام يفيد الأمير عبدالله بن عقيّل عن حال القريات ووادي السرحان، وأن الاتفاق بين حكومة المملكة وحكومة بريطانيا أنها تابعة للمملكة، ويوصيه بالمحافظة على الأمن فيها، وهذا نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم. من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى الأخ المكرم عبدالله بن عقيّل - سلمه الله تعالى، آمين - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام، مع السؤال عن أحوالكم لا زلتم بخير، أحوالنا من كرم الله جميلة، بعد ذلك نعرفكم بأنه تم الاتفاق بيننا وبين حكومة بريطانيا على أن وادي السرحان وقريات الملح صارا تبعا لنا، وكان القرار على ذلك بيننا وبين مندوب جلالة الملك السير جلبرت كلايتون، أنه بعد وصوله شرق الأردن يرسل لكم مكتوبا مع مندوبنا هذا حتى ترسلوا من قبلكم رجلا مضبوطا يستلم قريات الملح، يكون وكيلا حتى نرسل لكم أميرا من قبلنا معه التعليمات اللازمة وأنتم تحرصون على عشايرنا ألا يتعدى أحد على عشائر الأردن، فإن كان حصل شيء من التعدي من عشاير الأردن على عشايرنا فعرفوا به المعتمد معتمد حكومة جلالة الملك بشرق الأردن، ولكن احرصوا على السكون وعدم التعدي يكون معلوما، هذا ما لزم، ودمتم محروسين، والسلام 10 ر2 1344».

قول: وقد أورد الأستاذ سليمان الشراري تلك الوثيقة في كتابه (الشرارات وأيامهم مع الحويطات..) صفحة (175) ضمن حديثه عن حروب الشرارات، وعلّق عليها بعبارة «وثيقة تبين أمر الملك عبدالعزيز بوقف الغزو».

(*)- الرس


aa10@maktoob.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد