Al Jazirah NewsPaper Saturday  06/03/2010 G Issue 13673
السبت 20 ربيع الأول 1431   العدد  13673
 
مدائن
وزير يؤمن بتعدد القيادات
د. عبدالعزيز جارالله الجارالله

 

لا أعلم كيف لأي وزير أن يتراجع قليلاً عن مقدمة الصف ليفتح ويفسح المجال أمام القادمين من الخلف من معاونية. هذه إشكالية في الثقافة الإدارية والتركيبة البيروقراطية والنفسية للمجتمع تعود إلى سنوات تاريخية اعتاد المجتمع أن يرى رأس الهرم في مقدمة الصفوف رغم تغير مفهوم القيادة إذ إن المخطط القائد ليس بالضرورة أن يكون في الميدان مباشرة فهناك عقول وغرف عمليات هي من يقود أي تحرك.

الوزير د. خالد العنقري وزير التعليم العالي أنموذج للقيادي الذي يفسح المجال للقادمين من الخلف ليتقدموا الصف ويشكلون الواجهة، كما أنه يؤمن أيضاً بسياسة أن القمة تتسع لعدد من القيادات وليس صحيحاً أن هرم وقمة القيادة لا تتسع إلا لمقعد واحد فقط.

أنا هنا لا أصيغ فلسفة مشبعة بالانطباعات ولقاءات عابرة ومن يدير حزمة الضوء على الحراك الحالي في وزارة التعليم يدرك تماماً أن د. العنقري اتخذ سياسة إدارية تقوم على تعددية القيادات وجعل الوزارة مجموعة مشروعات وكل مسؤول أسند له أنجاز مشروعاً أكاديمياً أو معمارياً أو إدارياً.. فالذي يقود التعليم العالي الوزارة والجامعات ليس د. العنقري منفرداً بل عدد من القيادات الإدارية والأكاديمية التي تنتمي في تكوينها الإداري والتعليمي إلى ثقافات متنوعة حسب تأهيلها العلمي وخبراتها العملية مثل: علي العطية وهو وقود هذا الحراك، د. عبدالله العثمان، د سليمان أبا الخيل، د. منصور النزهة، د. محمد العوهلي، د. عبدالله الموسى، د. خالد السلطان، د. علي الغامدي، د. أسامة طيب.

تحولت وزارة التعليم العالي إلى بيت خبرة في القيادات الإدارية والفنية وأفرزت أسماء في الريادة والقيادة لتغذية حاجة الدولة في الإدارة العليا.. في حين أن بعض قطاعاتنا تكاد تكون فقيرة إدارياً وشحيحة في صنع القيادات نتيجة المنهجية والمسلك الإداري الذي يتبعه المسؤول في تضييق المساحة أمام مساعدية ومعاونية على طريقة: (حضر الوزير وآخرون) ليغيب فريق العمل النشط والفاعل والذي يشكل العصب والمفاصل لأداء الوزارة.. هذه الصورة التي تجمعت و(تراكمت) مع الوقت نتيجة المشروعات التي طرحتها وزارة التعليم العالي يتممه مشهد الأربعاء الماضي عندما تحلق على د. خالد العنقري مجموعة من طلاب البكالوريوس والدراسات العليا يشكرهم على ما بذلوه ويشكرونه على فتح المجال أمام الطلاب والطالبات ليتولوا الإعداد والتنظيم لمعرضهم الأول: المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية. الذي اختتم فعالياته يوم أول أمس الخميس... فالوزارة أعطت: المخيط والبيدر والحقل والسيف والرمح والقرطاس والقلم والكمبيوتر وصالات مركز الملك فهد الثقافي، وقالت هذا مؤتمركم ولمدة أربعة أيام، قدموا أفكاركم وإنتاجكم وطروحاتكم من إبداع التشكيل والأفلام التسجيلية والفنتازية إلى فيزياء وكيمياء ورياضيات المعادلات المعقدة، ومن التوازن الفيزيائي إلى فضاءات اللون والتجريد والرسم بالكلمات.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد