Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/03/2010 G Issue 13678
الخميس 25 ربيع الأول 1431   العدد  13678
 
دعوة خادم الحرمين للحوار وثمارها الملموسة

 

عندما أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز دعوته للحوار بين الأديان والحضارات تفاعل معها العالم بشكل غير مسبوق رغم أنها لم تكن الدعوة الأولى في هذا السياق لكنها أتت من الزمان والمكان والشخص الذي لا يمكن لأي كان في العالم أن يتجاهل دعوته أو يقفز عليها، فالزمان هو زمن تفشت فيه الكراهية واحتدم الصراع بين البشر حتى تناسوا رابط الإنسانية المشترك بينهم وأصبحت الحاجة ملحة لمن يعيد التذكير بالإنسانية الغائبة، أما المكان فهو أرض السلام أرض الحرمين الشريفين ومهبط الرسالة الخاتمة رسالة الرحمة من الله لكل البشر، وأما الشخص الذي انطلقت منه الدعوة فهو ملك الإنسانية الذي عرفه العالم إنسانياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى مع شعبه وأمته والإنسانية جمعاء.

وها هي الدعوة اليوم تأتي ثمارها عبر أكثر من مؤشر، ونكتفي للدلالة التوقف قليلاً مع مهرجان الجنادرية الذي سيحضره هذا العام 400 مفكر وعالم من مختلف أنحاء العالم بل يكادوا يكونون صفوة مفكري العالم ومثقفيه ومستنيريه الذي يؤمنون بالحق والعدل والحوار كحالة إنسانية تتجاوز الأديان والمذاهب، وهو التجسيد الفعلي لدعوة خادم الحرمين للحوار الإنساني الذي يستوعب الكل، وانعكاساً حقيقياً لسماحة الدين الإسلامي وقابليته للتعايش مع الجميع. فها هي المملكة وبوحي من التزامها بدينها وتمسكها بعقيدتها تستضيف هذه الكوكبة بحثاً عن الوصول إلى المشترك بين بني البشر ولتنفي عن الإسلام تهمة الانغلاق التي يحاول بعض الحاقدين إلصاقها به دون دليل أو برهان.

وليس مهرجان الجنادرية وحده هو الدليل ولكن الحدث الثقافي الآخر الذي نعيشه هو معرض الكتاب الذي ما أن تنطوي أيامه حتى يبدأ مهرجان الجنادرية وكانت دلالة معرض الكتاب قوية وواضحة من خلال دور النشر المشاركة ونوعية الكتب، فعصر الممنوع انتهى والذين زاروا المعرض لم يكونوا يصدقون ما يرونه بأعينهم من إصدارات وآراء لمخالفين نختلف معهم بالرأي وبقوة، لكن المملكة جسدت احترامها حتى لفكر من يخالفها طالما لا يرتقي إلى الافتراق والإساءة إلى الدين والتنكب له، أما الخلاف بين البشر فالعقل كفيل باستيعابه والتعامل معه.

***








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد