Al Jazirah NewsPaper Monday  29/03/2010 G Issue 13696
الأثنين 13 ربيع الثاني 1431   العدد  13696
 
أمريكيون وأوروبيون يتفقون على دور الجنادرية في التقارب بين الشعوب

 

الجنادرية - سعود الهذلي:

أشاد عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين بمهرجان الجنادرية وما يمثله من تعميق للتراث السعودي الأصيل وتعريف للشعوب المختلفة بتاريخ وحضارة المملكة العربية السعودية حيث ذكر السيد كارل ديقارلي وهو مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية بأن هذه هي زيارته الأولى للمهرجان ورغم أنه أحب المهرجان من القراءة عنه إلا أن روعته تكمن في معايشة المهرجان والمشي في أرضه وكأنه في جولة في تاريخ المملكة العربية السعودية.

وأضاف هناك الكثير من أوجه الشبه بين الحضارات قديما فمن خلال جولتي شاهدت المزرعة التقليدية وطريقة الري وهي مشابهة لما هو موجود في «صقلية « قديماً وهي بلاد أجدادي وكذلك ما هو موجود في مزارع الولايات المتحدة الأمريكية الجنوبية.

كما لفت انتباهه التشابه ما بين الألعاب الشعبية القديمة وصناعتها وما بين الألعاب في منطقته قديما كالعربة الصغيرة للعب الأطفال وأدوات الصيد والمواد المستخدمة في الصنع كذلك.

وعن أكثر شيء شد انتباهه، قال: الحفاوة والكرم التي وجدتها من الشعب السعودي ومن كافة مناطق المملكة الأجنحة وكذلك التنوع في التقاليد واللهجات وطرق الرقص وكذلك الأطباق الشعبية.

وأضاف بأنه جربها كلها إلا أنه لم يستطع إكمال الرقصات بعد أن جرب العرضة النجدية وذلك لأنها مرهقة جسديا خاصة للأشخاص الذين لم يتعودا عليها إلا أنه معجب بالتناسق بين الرجال عند أداء الرقصات.

وهو ما شاهده في منطقة القصيم وعسير وحائل وذلك ما أكده السيد خالد شاعر مدير العلاقات الدولية الأمريكي الجنسية الأردني الأصل، وأضاف: الرقص الشعبي يعد أحد الوسائل للتعريف بجانب من حضارة الشعب وبالنظر إلى التنوع الهائل في هذا الجانب في التراث السعودي بإمكان الزائر معرفة عمق الثقافة والتراث السعودي، ولعل أحد الشواهد كذلك هو المباني في الجنادرية التي تنوعت في فنها الهندسي وهي حضارة تفخر بها المملكة كثيراً.

وأضاف شاعر بأنه رغم أن هذه هي زيارته الأولى للمهرجان إلى أنه شعر أنه قريب جدا من المكان وما يمثله من حضارة وعروبة أصيلة، وقد حرص في الزيارة على جناح منطقة حائل لما لها من مكانة خاصة في قلبه ولأن لديه الكثير من الأقارب في المنطقة.

وأضاف بأن منطقة حائل بشكل خاص شهدت العديد من التغيرات التاريخية والحضارية التي بحد ذاتها وسيلة أخرى للتعرف بمقدار التطور والمكانة الحضارية التي وصلت لها المملكة العربية السعودية. كما أبدى إعجابه بالتنوع الجغرافي والثقافي في المنطقة الواحدة مثل المنطقة الجنوبية ما بين الباحة والمدن الجنوبية الأخرى، كما أضاف بأنه لم يشاهد من قبل كمية العسل وتنوعه وتنوع استخداماته في منطقة واحدة كما في المنطقة الجنوبية.

من جانبها أوضحت السيدة نانسي يعقوب مستشارة في وزارة الخارجية الأمريكية بأنها تحرص خلال إقامتها في المملكة على زيارة المهرجان بشكل سنوي كلما سنحت لها الفرصة وهناك عدد من الأشياء التي تحرص على شرائها من الجنادرية وفي كل زيارة، البهارات السعودية, النعناع المجفف والعطور الشرقية التي تحرص كذلك على جلبها لأصدقائها في أمريكا. وأضافت السيدة يعقوب أنه رغم أن طبيعة الحياة مختلفة عن الحياة الأمريكية إلا أنها تشعر بأن السعودية موطنها وفي كل مرة تغادر السعودية تشعر بالحنين لها وعندما تزور الجنادرية تكتشف صورة أخرى من تراث هذا البلد العظيم وتزداد إعجابا وحبا للبلد. ولم يغب الحديث عن تراث المرأة السعودية وكيانها في المجتمع السعودي وبنائه فأوضحت بأنه تراث مشرق ومشرف نرى من خلاله تاريخ المرأة السعودية والأهم هو التميز الذي تحظى به النساء السعوديات منذ القدم. فبالنظر إلى الأزياء التراثية وتنوعها وجميعها مصنوعة بأيدي نساء سعوديات يحببن تراثهن ويتفنن في إظهاره ذلك أمر يدعو للإعجاب. السعوديون يفخرون بتراثهم كثيراً ويساهمون في إظهاره وذلك شيء لمسته من جميع من تعاملت معه، خاصة النساء فكل واحدة منهن تريد إخبارنا عن منطقتها ويردن مني الاشتراك في رقصاتهن الشعبية وترى السعادة في أعينهن وهن يتحدثن عن تاريخهن وحضارتهن وما تقوم به المرأة قديما، ذلك محل تقدير وإعجاب وأفضل رسالة عن المرأة السعودية ومكانتها.

وهو ما اتفقت وشددت عليه السيدة سيلفيا فالينتيني مستشارة من وزارة الخارجية الإيطالية، والمقيمة في السعودية منذ شهرين فقط التي أوضحت أنها في الجنادرية تعرفت على المرأة السعودية عن قرب، وشاهدتها في أجمل حللها وفي صور مختلفة جميلة جميعها تمثل السعودية من مناطق المملكة المختلفة.

وأضافت أنها زارت الجنادرية في يوم حفل الافتتاح النسائي الثقافي وزارته في حفل الافتتاح النسائي التراثي وزارته في يوم العوائل وفي كل مرة تجد أنها اكتشفت كنزا من الحضارة والتراث الأصيل وان الجنادرية استطاعت وبنجاح نقل ذلك لجميع الزوار.

وأضافت سليفا عند سؤالها عما تحبه أكثر من المهرجان، أنها لا تعلم أي وجهة من الحضارة السعودية تحبه أكثر إلا أنها إن اضطرت إلى الاختيار فسيكون الرقص والأدوات الموسيقية السعودية كالدفوف هي في أول القائمة.

وأضافت أنها معجبة بالأشعار السعودية الفلكلورية المغناة أثناء الرقص، والأنواع المتعددة من الرقصات على الصعيد الرجالي أو النسائي وأشادت بالجانب النسائي بشكل خاص لأنه أبهرها كثيراً ولم تشاهد رقصا مماثلا من قبل في حياتها وكذلك الحفاوة التي تلقاها من السيدات السعوديات والهدايا التي حظيت بها من مناطق المملكة المختلفة. وذكرت السيدة فالينتيني بأنها كانت تحلم بالمهرجان كل يوم ومنذ أن حطت رحالها في السعودية قبل شهرين وفي كل مرة ترى فيها صوراً قديمة للمملكة تتساءل ما هو السحر الذي سينتظرها هناك والآن عرفت هذا السحر وعرفت أن الجنادرية ليست مهرجان فقط بل هو عالم متكامل نجح في جذب أنظار العالم إليه وتعريفهم بتاريخ البلد وتنوع نكهاته وأوجهه وتقدير السعودية للتراث والثقافة والفنون المتنوعة كذلك.

من جانبها ذكرت السيدة ميزوهو تشارستون من السفارة الكندية ومرافقتها السيدة سوزان هايتو أوضحتا أن كلمة رائع هي أقل ما يقال عن المهرجان بفعالياته المختلفة خاصة الفعاليات النسائية التي كشفت جوانب إيجابية من مكانة المرأة السعودية لم تكن معروفة لدى الكثير من الأشخاص في المجتمعات الغربية، وأضافت السيدة هايتو بأن الصدفة المحضة لعبت دورها في زيارتها للمهرجان إذ كان من المقرر أن تتأخر زيارتها إلا أنها جاءت مبكرة ومتزامنة مع المهرجان ولعل ذلك صدفة سعيدة لمشاهدة تمازج حضارات متناسق وفي بلد واحد استطاع أن يجمع الماضي بالحاضر وهو ما تشاهده في تكوين المهرجان وفقراته المختلفة وأشادت بشكل خاص بالرسالة التي يقدمها المهرجان في التقريب بين الشعوب.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد