Al Jazirah NewsPaper Monday  29/03/2010 G Issue 13696
الأثنين 13 ربيع الثاني 1431   العدد  13696
 
مراجعة عملية السلام

 

التوجه الذي تعتزم الدول العربية اتخاذه فيما يخص عملية السلام في الشرق الأوسط، توجه يتوافق مع التحذير الذي أطلقته القمتان العربيتان اللتان عقدتا في الكويت ثم الدوحة، فقد أكد القادة العرب في تلكما القمتين، ونبه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مطلق المبادرة العربية لتحقيق السلام إلى أن العرب لن يظلوا ينتظرون طويلاً استجابة الطرف الآخر، والتجاوب مع مبادرات ودعوات السلام التي ما أنفك العرب يقدمونها ويتجاهلها الإسرائيليون بل ويجهضونها، ويخربونها بارتكابها أفعال توصل المنطقة إلى شفا الحرب، فيما يراقب الوسطاء الدوليون بإهمال، بل وحتى (تحصين) مواقف إسرائيل الرافضة للسلام، بمنع المجتمع الدولي من محاسبة هذا الكيان المخرب للسلام.

ولهذا فإن التوجه العربي الجديد وإعادة صياغة عملية السلام والعودة بها إلى مظلة الأمم المتحدة وخصوصاً مجلس الأمن الدولي، ومحكمة العدل الدولية، إضافة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فالعرب جميعاً أصبحوا متيقنين من أن إسرائيل تعمل على إفشال عملية السلام وتخرب كل الجهود الدولية والإقليمية، بل وأحرقت كل ما قام به الفلسطينيون الذين انخرطوا في العملية التفاوضية، فالسياسة الإسرائيلية وليس فقط في عهد حكومة نتانياهو بل وفي كل الحكومات الإسرائيلية السابقة، لم تترك فرصة لتحقيق السلام إلا أهدرتها بإصرارها على التمسك بسياستها الخرقاء، وأعمالها المتوحشة المرتكبة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وبما أن هذه السياسة والأفعال المشينة لا تجد من يردعها ويحاسبها مما يشجعها على فعل المزيد والتمادي في ارتكابها لأفعال تثبت الاحتلال وتقلص الكثير من حقوق الفلسطينيين وبقاء العرب على مواقفهم السابقة يظهرهم وكأنهم موافقون على ما تقوم به إسرائيل، وعلى تراخٍ وعدم جدية الوسطاء سواء أمريكا، أو الاتحاد الأوروبي وروسيا وحتى الأمم المتحدة التي يجب وضعها أمام مسؤولياتها بالعودة بالقضية برمتها إلى مظلتها. ولهذا فإن العرب ليس مطالبين فقط بالتوجه إلى صياغة سياسة عربية للتعامل مع تخريب إسرائيل للسلام، بل والضغط على الوسطاء بتوظيف المصالح حتى تكون أكثر نزاهةً وعدلاً.

* * *


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد