Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/04/2010 G Issue 13699
الخميس 16 ربيع الثاني 1431   العدد  13699
 

قهوة.... قهوة!!!
د. محمد أبو حمرا

 

القهوة مشروب منعش؛ ويقول العارفون والمدمنون للقهوة إنها تطرد النعاس وتزيل البأس. وبعض الناس عنده شراهة في شرب القهوة «العربية» حتى إنه لا يرتوي حتى يتجشأ مرات ومرات؛

ثم يمد فنجان القهوة وهو يؤشّر به كناية عن الكفاية والاكتفاء؛ وقد غضب أحدهم من صديقه الذي أخذ وقتاً يشفط فناجين القهوة ولم يهزّ فنجانه مكتفياً؛ فقال:

خمسة عشر فنجال لحنيف صبيت

لو هو يروي قرية قد رواها!!!

لكن حنيف بن سعيدان؛ الشاعر المعروف أجابه قائلاً:

لا تحسب إني من دلالك تقهويت

ما ينقه الشرّاب من كثر ماها

يا موصي الحرمة على صكة البيت

تقول «ما هو فيه» لو هو وراها!!!

ولا أدري لماذا يصرّ كثيرون على أن تكون القهوة رمز الكرم ورمز الإجلال والتكريم للقادم؛ وكثيراً ما تغزَّل شعراء كثر من شعراء العامية بالقهوة؛ وهم في غزلهم لا ينسون صديقها اللاصق بها «الهيل»!!

والقهوة تعتبر ميزة للشجاع والشهم والكريم؛ فيعطونه الفنجان الأول؛ وحينما يقول الشاعر:

يا مسوي الفنجال خزز مدوخ

واثنه لابن صلال هو والجلاوي

فهو يعني أن تقدّم الفناجين الأول لثلاثة من شجعانهم يومذاك.

ولعل كثرة الهيل على القهوة يعطيها نكهة جميلة؛ ويعتبر ميزة للإكرام والكرم؛ بالرغم من أنه صديق للحموضة!!

وأصبح اليوم للقهوة منادون ينادون بها؛ ولهم عبارات مصطلح عليها وهي عبارة «إقهوه.... إقهوه!!!».

ولكن التناقض في حياتنا يبرز حينما نجد أن القهوة أصبحت هي التي نقابل بها القادم؛ حتى ولو كان ممن يرتفع السكر عنده أو الضغط بسبب القهوة؛ ولو قال أحدهم: لا أريد قهوة. لكان هناك ألف سؤال وتساؤل في غفلة عمَّا يمنعه من شرب تلك الشقراء السلسلة الجميلة.

وتختلف مقادير القهوة في الفنجان من مكان لآخر؛ فهناك من يكثر القهوة في الفنجان؛ لكن من يكثرها بشكل غير عادي يؤخذ عليه ذلك؛ وهناك من يجعلها رشفة صغيرة؛ أما أخذ فنجان القهوة وتقديمه فيكون باليد اليمنى؛ وإذا قدِّر أن أحدهم مدّه باليسرى وله عذر أو أخذه بها وله عذر؛ رفع صوته مبيّناً عذره؛ كأن تكون يمينه مشلولة أو بها مرض يمنع من مدّها؛ فيسمع عبارة «شمالك يمين؛ وعجفاك سمين» أي أن شمالك كاليمين؛ والمهترئة منك تساوي السمينة!!! وللقهوة عجائب وغرائب ولكنها ستظل عنوان الكرم والتكريم.

من الأمثال العامية «صقع فناجيل» و«صب إقهوه»!!!!

abo_hamra@hotmil.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد