Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/04/2010 G Issue 13699
الخميس 16 ربيع الثاني 1431   العدد  13699
 
إبقاء العراق في نفق الطائفية

 

مثلما ظلت معضلة تشكيل الحكومة اللبنانية معلقة لأكثر من شهرين بسبب التدخلات الإقليمية التي كانت تعمل على تحقيق مصالحها دون الالتفات لمصلحة الشعب اللبناني.

تتكرر الآن القصة نفسها في العراق وأبطالها المعطلون لاستحقاقات العراقيين أنفسهم، القوى الإقليمية التي رهنت قرارات العراقيين مثلما رهنت قبل ذلك وحتى الآن قرارات اللبنانيين.

فبانتظار (الترياق) القادم من طهران ينتظر الفرقاء في بغداد أن يتصاعد الدخان الأبيض مؤشراً لاختيار رئيس لحكومة العراق.

طهران بكل وضوح ودون مواربة تعلن أنها ستعمل وبكل الطرق لعدم تمكين إياد علاوي من الوصول إلى رئاسة الحكومة ودول الجوار العربية وخصوصاً دمشق تكشف وبوضوح أيضاً أنها لا ترغب في عودة نوري المالكي مرة أخرى لرئاسة الحكومة.

طهران في يدها أوراق ضاغطة، فالعلاقات (الطائفية) مع قائمتي وحدة القانون، والائتلاف الوطني، ووجود زعيم التيار الصدري في ضيافتها يجعلها قادرة على حشد الدعم والمقاعد البرلمانية المطلوبة لاختيار رئيس الحكومة القادمة.

العراقيون يعرفون هذه الحقيقة المؤلمة التي تؤشر إلى عودة العراق المربع السابق إلى ما قبل عام 2005 والذي كرس في تلك الانتخابات، حيث كان الترس الطائفي والصبغة الطائفية هي التي سيرت الانتخابات ووفق حساباتها جرى تشكيل الحكومة الحالية التي أوصلت العراق إلى عيشة القرون الوسطى.

وعلى الرغم من هبوب رياح التغيير، وعودة الصحوة للعراقيين ونبذهم للطائفية والفرقة، إلا أن نتائج الانتخابات، وعلى الرغم من فوز التيار الوطني بأكثر عددٍ من المقاعد في القائمة الواحدة، إلا أن العراقيل بدأت توضع أمام هذه القائمة وإعادة توحيد الطائفيين لتضيع الفرصة على العراقيين حتى يصحوا..!!

***






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد