Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/04/2010 G Issue 13699
الخميس 16 ربيع الثاني 1431   العدد  13699
 
المنشود
سعوديات مدخنات ! لماذا ؟!
رقية سليمان الهويريني

 

تفاجأت حقاً من الإحصائية التي ذكرها السجل الوطني للأورام في السعودية من أنّ مملكتنا الحبيبة تحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم من حيث عدد النساء المدخنات. وقد بلغت نسبتهنّ بحسب السجلات 5.7% من جملة السكان الإناث، والكارثة أنّ نسبة المدخنين في المملكة من البالغين ذكوراً وإناثاً وصلت 21.6% مما يضع المملكة في المرتبة السادسة عالمياً.

ويستهلك الشعب السعودي أربعين ألف طن من التبغ سنوياً، ويوجد في المملكة حوالي ستة ملايين مدخن ومدخنة. وأظهرت دراسة اقتصادية حديثة أنّ إجمالي ما يخسره السعوديون والمقيمون على التبغ والذي يشمل: السجائر، الجراك، المعسل، الغليون، السيجار، والأشكال الأخرى من المنتجات التي تعبأ بالتبغ، يكلف الاقتصاد الوطني ما يزيد على ملياري ريال سنوياً، يضاف عليها تكاليف الرعاية الصحية لأمراض مرتبطة باستهلاك التبغ وفاقد العمل من غياب الموظفين المرضى، لتصل إلى ما يزيد على خمسة مليارات ريال سنوياً. وهي مجموع العبء الاقتصادي للتبغ على الاقتصاد الوطني السعودي!

والمؤسف أنّ دراسة حديثة كشفت انتشار التدخين بين طالبات المرحلة المتوسطة بالمملكة، ليأتي ترتيبهنّ في المرتبة الثانية، بنسبة 2.7 %، بعد الطبيبات السعوديات المدخنات في منطقة الرياض، واللاتي تصدرنّ قائمة السيدات المدخنات بنسبة وصلت إلى 16% عام 2007م، وفق الدراسة التي أعدّها برنامج مكافحة التدخين.

وذكرت الإحصاءات ظهور ثلاثة أنواع من السرطانات التي لها علاقة بالتدخين، حيث تم تسجيل 2350 حالة سرطان للرئة في المملكة، بينها 1741 سعودياً، بينهم 374 امرأة، من عام 1994م وحتى عام 2000م. وأوضحت الإحصائيات ذاتها أنّ نسبة حدوث سرطان الرئة لدى النساء تبلغ 13%، ويموت منهن 23%. وتعتبر الرئة أكثر جزء في جسم الإنسان تأثراً بالقطران وأول أكسيد الكربون في التبغ. وتم تسجيل 1681 حالة سرطان للفم من عام 1994م وحتى عام 2000م، وسجلت 1854 حالة سرطان للمثانة البولية لنفس الفترة. هذا عدا عن تأثير التدخين على نضارة البشرة ورونق الشعر وجماله.

وأرجو أن لا يأتي أحد لينسب تدخين المرأة للبطالة أو العنف أو الفراغ أو إلى مبررات أخرى! فالمرأة تكوينها الجسدي ضعيف جداً ولا يحتمل التدخين السلبي، فكيف بالتدخين الجائر على رئتيها وعلى شفتيها وعلى جسدها اللطيف؟! عدا أنّ شكل المرء وهو يتعاطى التدخين غير مقبول وسيئ.

والواقع أنّ المرأة والمراهقة على وجه التحديد، تتأثر بالحملات المكثفة لشركات التبغ الموجّهة لها، واستغلال فترة المراهقة في هذه السن للتأثير عليهنّ في ظل غياب الدور التربوي للأسرة والمجتمع! حتى باتت ظاهرة تدخين الفتيات مقلقة، وهو ما يدعو إلى ضرورة وجود تدخلات قوية من مؤسسات الدولة المختلفة بالتشديد على بيع التبغ، وعدم تسهيل توفره ورفع أسعاره، وتكثيف الجهود لمكافحة التدخين ونشر الوعي بأضراره، وحظر مشاهد التدخين في المسلسلات والأفلام، وإطلاق حملة وطنية للإقلاع عنه والعمل حثيثاً على تشجيع إقامة مدن صحية بلا تدخين، ومنع التدخين في الأماكن العامة ووسائل المواصلات، ورفع الحرج عن الفتيات بفتح المجال لهن ومساعدتهنّ على الإقلاع عن التدخين عن طريق العيادات المتخصصة، حيث يلاحظ ضعف إقبالهنّ على مراجعة تلك العيادات في بعض المناطق، بسبب الحرج الاجتماعي لديهنّ، فلا يستفدن من خدمات العيادات المقدمة. والمعروف أنّ الكثير منهنّ تخفي سلوك التدخين عن المحيطين بها.

ولئن كرهنا ظهور مثل هذه التصريحات والإحصائيات الدقيقة، فذلك لا يعني عدم وجودها، فتجاهلها أو التكتم على حجم انتشارها ومدى تغلغلها داخل المجتمع، خاصة بين صفوف السيدات، أمر يدعو للفزع والذُّعر. فآفة التبغ لا تقلّ ضرراً عن المخدرات في خطورتها على المجتمع، من حيث دمار الصحة والمال والمحاذير الشرعية فهي مدمّرة ومهلكة، خاصة بين الشباب عماد المجتمع وعتاده، لذا جدير بنا الانتباه والاستيقاظ وعدم التهاون فيها إطلاقاً، والسعي لمزيد من التشريعات الصارمة.

www.rogaia.net




rogaia143@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد