Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/04/2010 G Issue 13727
الخميس 15 جمادى الأول 1431   العدد  13727
 

ورحل أديب الأحساء ومؤرخها
عبدالله بن حمد الحقيل

 

كنت في الأسبوع الماضي أحضر وأشارك في الملتقى العلمي الحادي عشر لجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون في مملكة البحرين، وخلال الجلسات التقيت بالأستاذ معاذ المبارك وسألته عن عمه الشيخ أحمد المبارك وتحدثت معه عن مسيرته ومؤلفاته الأدبية والتاريخية، وعند وصولي بالأمس للرياض وصلتني رسالة برحيله رحمه الله.. فكانت صدمة لمشاعري. فقد تعرفت عليه منذ أكثر من أربعين عاماً وكنت على صلة دائمة معه نتحدث في شئون الأدب والفكر والثقافة والتاريخ، وكنت أستفيد من علمه وأدبه فهو يهديك ما يفيد ويمتع بجيد القول والشعر والفكر.. لقد كان أبو مازن -رحمه الله- موسوعة علمية نذر نفسه للعلم والأدب وخدمة الوطن. وقد حباه الله وعياً وفهماً وعلماً وتواضعاً ولا غرو فهو ابن بيئة علمية ولد في الأحساء وترعرع فيها، ومن المعروف أن الأحساء زاخرة بالعلماء والأدباء، ولقد كان فيها أحد الرموز الأدبية، وكلما زرناه كان يحدثنا عن هذه المنطقة وعلمائها وأدبائها شعراً ونثراً، وعن شاعرها علي بن المقرب وغيره.. وقد رزقه الله حافظة قوية بحيث يتحدث ساعات طويلة دون أن يمل حديثه في فنون العلم ومجالات الأدب وضروب الشعر والفكر والتاريخ.

إن الشيخ أحمد من جيل الرواد في بلادنا وشاهد حي على النهضة الثقافية والتربوية والفكرية في مملكتنا الزاهرة حرسها الله، ولقد حضرت ندوته الثقافية الأسبوعية في منزله العامر بمدينة الهفوف وكانت -بحق- منتدى فكرياً وأدبياً وعلمياً ومركز إشعاع ثقافياً لدعم النهضة الأدبية، لقد كان رجلاً فاضلاً ومتواضعاً، فوداعاً من كل أديب وباحث ومؤرخ وكل من يعرف علمك وثقافتك.. فرحمه الله رحمة واسعة، وسيبقى اسمه لامعاً وأديباً بارزاً.. ولقد قيل:

لكل هلال مطلع وأفول

وليس لما يقضي الإله بديل

يعز علينا أن يغيب وإنما

هو الحق ما عنه الغداة نكول

وقول الآخر:

والموت نقاد على كفه

جواهر يختار منها الجياد


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد