Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/04/2010 G Issue 13727
الخميس 15 جمادى الأول 1431   العدد  13727
 
على ماذا يتفاوض الفلسطينيون؟

 

من جديد يُضغط على الفلسطينيين للالتحاق بالمفاوضات مع الإسرائيليين الذين يرفضون تنفيذ ما طُلب منهم، وبالذات وقف الاستيطان، بل أكثر من ذلك يشترط الإسرائيليون بأن تُستأنف المفاوضات دون مناقشة موضوع القدس التي يزعم الإسرائيليون بأنّها - إي القدس - عاصمة أبدية وموحّدة لإسرائيل، ولا يجوز مناقشة هذا الموضوع الذي حسمه الإسرائيليون من خلال الكنيست، مثلما يردد نتنياهو، ومع هذا لا أحد يتحدث عن اشتراطات نتنياهو، ويُستقبل هو ووزير حربه باراك بأيدٍ مفتوحة وابتسامات مشرعة في واشنطن والعواصم الغربية، وهو ما يجعل الإسرائيليين يصعدون شروطهم لهذه المفاوضات التي يُراد دفع الفلسطينيين إليها دفعاً، رغم أنّ الفلسطينيين يعرفون أنه لا طائل من هذه المفاوضات، وأنهم بدون وقف الاستيطان، وعدم تحديد مصير القدس الشرقية، بما تضمُّه من أحياء عربية ومقدّسات إسلامية ومسيحية، يعتبرونها مفاوضات لا معنى لها، إلاّ إذا أُريد منهم أن يوافقوا على ما تريد إسرائيل فرضه على الفلسطينيين، بغطاء من الأمريكيين، وسكوت من الدول العربية التي نصحت الفلسطينيين بالعودة للمفاوضات.

الآن تعود نفس النغمة وبنفس الأساليب بالضغط على رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس للعودة إلى المفاوضات، فمبعوث الرئيس اوباما السناتور جورج ميتشل يصل للمنطقة، ويبدأ جولات مكوكية بين رام الله وتل أبيب، لتمهيد السبل لإعادة المفاوضات، ونتنياهو يعلن بأنه سيتوجّه إلى القاهرة للاستعانة بالرئيس حسني مبارك لإقناع عباس بالعودة للمفاوضات!!

هذا القول الإسرائيلي الخبيث لا يمكن أن ينطلي على الرئيس مبارك، ولا على باقي المسئولين المصريين، إذ كيف سينصحون الرئيس عباس والفلسطينيين بالعودة للتفاوض، ولا يوجد ما يُتفاوض عليه، فليس هناك وقف للاستيطان ولا تفاوض على القدس، ولا يوجد طرف إسرائيلي قادر على مواصلة التفاوض الجاد لخضوع نتنياهو للمتشددين ضمن دائرة ضغوط شركائه اليمينيين.

إذن بماذا ينصح المصريون الفلسطينيين، وكيف يطلب الأمريكيون من عباس التفاوض... هل معنى ذلك أنهم يريدون منه تصفية القضية الفلسطينية؟!!

***




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد