Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/04/2010 G Issue 13727
الخميس 15 جمادى الأول 1431   العدد  13727
 
بعيداً عن أعين الرقابة الصحية والبلدية
حليب الإبل يباع بشوارع الرياض «على عينك يا تاجر»

 

صحف - عبدالرحمن العصيمي

أثناء تجوالك في شرق مدينة الرياض، وتحديداً في حي المونسية القريب من استاد الملك فهد، سيشدك بكل تأكيد مشهد غريب وملفت للأنظار، فمن النادر أن تجد قطيعاً من الإبل متناثراً على أطراف أحد الشوارع وأمامها الراعي جالساً ويلوح لك بيده طالباً منك أن تشرب إناء من حليب الإبل، مباشرةً من الناقة إلى فمك.

«صحف» اقتربت من هذا المكان الغريب ورصدت آراء هؤلاء الباعة وكذلك رواد وزبائن هذا المكان. في البداية تحدثنا مع البائع محمد علي وهو يمني الجنسية، الذي قال إن حليب الإبل مفيد جداً وله 9 سنوات يمارس هذه المهنة ويشرب من حليب الإبل ولم يصبه أي أمراض.

وعند سؤالنا له عن نظافة المكان وأهميتها أجاب: أعترف أن المكان ليس نظيفاً بشكل كبير، لكنني مضطر أن أتواجد هنا لأنه لا يوجد مكان آخر!!

وتحدث ل»صحف» أحد الزبائن القدامى لهذا المكان وهو محمد الحربي الذي طالب أن يكون للبلدية دور في تنظيم هذا المكان وجعل له آلية مناسبة وترتيبه بحيث يتناسب مع الراغبين في شرب حليب الإبل.

وفي الجانب الصحي قال محمد الحربي بكل عفوية: حليب الإبل إذا ما جاك منه خير، ما جاك منه شر!!

ودافع البائع حميد وهو سوداني الجنسية عن التهمة القائلة إن بعض الرعاة يعطي الإبل إبراً كي يزيد إنتاج حليبها بشكل أكبر، قائلاً: نحن نعطي الناقة إبرة في حال مرضها فقط، ولا نحلبها إلا بعد شفائها تماماً، وكثير من الزبائن يشترون منا الحليب ولم يحصل لهم أي مكروه.

وأشار حميد أن البلدية لا تأتي لهذا المكان إلا نادراً، وأحياناً يأتي موظف البلدية ويشتري منا حليب الإبل!!

أما مسلط العتيبي وهو زبون قديم شبّه هذا المكان بالمنتزه، وأنه يأتي بشكل شبه يومي لشرب حليب الإبل والاستمتاع برؤية الإبل التي أسماها على حسب تعبيره (عطايا الله).

وطالب مسلط أن يكون للبلدية أو أمانة الرياض دور أكثر في ترتيب المكان وتحويله إلى منتزه عائلي وقال: الكثير من العائلات تهتم بالإبل وتشرب حليبها، فأنا أشرب حليب الإبل من 13 سنة، وعائلتي وأقاربي يشربونه منذ مدة طويلة وحريصون أن يتواجد دوماً في منازلهم.

والتقت «صحف» بالدكتور أحمد اللويمي رئيس الجمعية الطبية البيطرية السعودية الذي أوضح أن شرب حليب الإبل مباشرة من الناقة سبب رئيس في الإصابة بالحمى المالطية التي قد تسبب الوفاة لا سمح الله، لأن البكتيريا تنتقل عن طريق الحليب بشكل سريع وفعال.

ولا بد أن يتعرض الحليب للغليان لمدة لا تقل عن نصف ساعة كي يكون مهيئاً للشرب، لأن الغليان يقتل البكتيريا المتواجدة في الحليب. وأكد الدكتور اللويمي أن نسبة الإصابة بالحمى كبيرة، والذي لا يصاب بهذه الحمى قد يكون الحليب الذي شرب منه صحي ونظيف أو قد يكون أصيب سابقاً بالحمى أو بأمراض ذات علاقة، لكن في كل الأحوال تبقى مخاطرة كبيرة أن تشرب حليب الإبل مباشرة منها من غير تنظيف وغليان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد