Al Jazirah NewsPaper Thursday  29/04/2010 G Issue 13727
الخميس 15 جمادى الأول 1431   العدد  13727
 
أسلوب خبيث لتشجيع التدخين
أقراص تبغٍ منكّهة لصغار السن

 

صحف - الترجمة

تهدف دراسة حديثة إلى تسليط الضوء على منتج تبغي جديد لم يسبق له مثيل ويشبه إلى حدٍ بعيد أقراص النعناع المستخدمة لإنعاش رائحة النَفَس.

ويتم حالياً التسويق التجريبي لهذا المنتج الجديد من قبل ثاني أكبر مُصنّع للسجائر في الولايات المتحدة، إضافة إلى منتجات أخرى مصنوعة من التبغ وقابلة للذوبان.

ويعد إنتاجها جزءاً من توجه صناعي عريض يهدف إلى تقديم منتجات خالية من الدخان استجابة لقوانين التخفيف من استخدام السجائر وتنظيف الهواء من دخانها.

وبحسب الدراسة التي شاركت صحيفة نيويورك تايمز في نشرها مع مجلة طب الأطفال، فإن هذه الأقراص المصنوعة من التبغ المطحون بصورة ناعمة للغاية، إضافة إلى نكهة النعناع أو القرفة يتم مزجها بالنيكوتين مما يضر بصحة صغار السن ويشجعهم على تجربة التبغ منذ نعومة أظفارهم.

ولمعرفة مدى سهولة تناولها فإنها تذوب تماماً كما تذوب أقراص الحلوى الأخرى.

وفي لقاء صحافي قال المشرف على الدراسة غريغوري ن كونولي - الأستاذ في كلية هارفارد للصحة العامة: «النيكوتين من بين المواد التي تُصنّف على أنها سبب للإدمان الشديد، وتقديمها على أن تكون شبيهة بالحلوى يُعدّ تصرفاً طائشاً يتلاعب بصحة الأطفال».

من ناحيته قال ديفيد هاورد المتحدث باسم شركة التبغ التي تروّج للمنتج: إن الشركة تستهدف البالغين فقط وأن هذه الأقراص لا تشبه على الإطلاق أقراص الحلوى الأخرى.

ولكن على المستوى الشعبي لوحظ انجذاب الصغار إليها.

وتقول إيميلي كايل - طالبة في الثانوية العامة وناشطة في مجال مكافحة التدخين: «يمكن لأي طفل أن يتناولها داخل الصف دون أن يلحظ ذلك أحد من المسئولين».

كما قال مايك موران - أحد رجال الشرطة -: إنه صادف مجموعة من المراهقين يتناولون هذه الأقراص حصلوا عليها من أشقائهم البالغين. بينما اعترض هاورد على النقد الموجّه لأقراص التبغ المنكّهة نظراً لوجود عدد من المنتجات الأخرى تأتي في نكهات من بينها علكة النيكوتين التي تستخدم للمساعدة في التوقف عن التدخين.

لكن د. جوناثان ب. وينيكوف - الأستاذ في هارفارد ورئيس الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال - قال: إن التبغ بهذه الصورة يشكل خطراً ينبغي الاحتراز منه. وقال محذراً: إن صناعة التبغ تبتكر منتجات جديدة لكي تحفّز جيلاً جديداً على إدمان منتجاتهم تعويضاً عن أولئك الذين لقوا حتفهم بسبب التدخين. وهو ما تنفيه كافة شركات التبغ الكبرى التي تدعي أنها تقدم منتجاتها للبالغين وحسب. وكانت الدراسة قد وجدت أن أقراص التبغ تحوي نسبة عالية جداً من النيكوتين القابل للامتصاص نظراً لطبيعته القلوية.

كما وجدت أن 13705 تقريراً تم إبلاغه للمراكز الوطنية للتحكم بالسموم حول تناول منتجات التبغ بجميع أشكالها من قبل الأطفال دون السادسة من عام 2006 حتى 2008، من بينها 1768 تقريراً عن المنتجات الخالية من الدخان. وقال الأستاذ كونولي: إن الباحثين وجدوا حالة لطفلٍ في الثالثة كان قد تناول أقراص التبغ عَرَضيّاً، ومع ذلك فلم يحتج الطفل إلى معاينة طبية.

في حين عانى أطفال آخرون من أعراضٍ كالغثيان والتقيؤ إثر تناولهم منتجات تحتوي على التبغ. وافترض الأستاذ كونولي أن النيكوتين الموجود في 10 - 17 قرصاً تبغياً يمكنه أن يودي بحياة أي طفلٍ رضيع.

وتحتل المنتجات القابلة للذوبان المرتبة الثانية من الأهمية بالنسبة لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية بحسب تشريعٍ أقره الكونغرس العام الماضي.

وكان هذا القانون وضع منتجات التبغ تحت المراقبة الحكومية للمرة الأولى، حيث طُلِب إلى الشركة صاحبة الشأن: إن تقدم بحثاً إلى هيئة الغذاء والدواء يتألف من قرابة 13000 صفحة حول منتجات التبغ القابلة للذوبان.

وعبّر السيناتور جيف ميركلي عن الاهتمام الرسمي بهذا الأمر عبر تكليفه هيئة الغذاء والدواء بدراسة المنتجات القابلة للذوبان خلال سنتين لكي تقرر ما إذا كان يُفترَض حظرها أو التوصية بإجراء تعديل عليها.

وقال: «إنها حلوى من التبغ، وكل ما فيها مصمم خصيصاً للأطفال. إننا نعلم من خلال الأبحاث أنه لكي تجعل شخصاً ما يُدمِن على النيكوتين فعليك أن تعطيه إياه قبل الواحدة والعشرين من عمره حينما تكون وظائفه العقلية في طور النمو».






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد