تبخر حلم العراقيين، بعد أن أزاح الطائفيون نهج الاعتدال الذي أراده الناخب العراقي، وترجم إرادته عبر صناديق الانتخابات، إلا أن التحالفات والألاعيب الديمقراطية غيبت هذه الإرادة، ومع أن الدستور العراقي يلزم بتكليف القائمة الانتخابية التي حققت المركز الأول بتشكيل الحكومة العراقية، إلا أن التدخلات من خارج الحدود ولأن إيران بالذات لا تريد أن يبعد حلفاؤها عن رئاسة الحكومة أخذت تلعب من وراء المسرح ليرتبك المشهد العراقي، ويمارس رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته أبشع أساليب الضغط والتهديد على القضاء العراقي، وتعاد الحياة إلى هيئات الإقصاء والاجتثاث والفتنة، فيعاد فرز وعدّ أصوات الناخبين وتنتشر الأقوال والتكهنات وحتى إشاعات بأن (العراقية) ستفقد مركزها الأول بعد أن تسقط عضوية خمسة مرشحين من أعضائها، وبعد ما يتأكد صحة وتطابق نتائج العدد والفرز الجديدين مع ما أعلن سابقاً، يعاد فتح ملف التحالف الطائفي من جديد وتبعث فكرة (البيت الشيعي) حيث يصدر مرجع الطائفة أوامره لقائمتي دولة القانون والتحالف الشيعي؛ للتحالف من جديد والانصهار في قائمة واحدة ليشكلا أكبر قائمة انتخابية. يستجيب زعيما القائمتين وإن لم يتفقا بعد على من يكون رئيس للحكومة، وكان الأهم لدى من أصدر الأوامر أن يعرقل وصول الاعتدال إلى سدة الحكم وأن يقطع الطريق على علاوي وأن يبقى المهمشون مُقْصَين عن القيادة السياسية وأن يظل العراق تحت الهيمنة الإيرانية ترساً في درع الدفاع عن نظام ولاية الفقيه.

****