Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/05/2010 G Issue 13739
الثلاثاء 27 جمادى الأول 1431   العدد  13739
 
لمحات من سيرة العمدة سليمان بن محمد بن علي الزبن
أ.د علي بن عبد الله الزبن

 

من سلالة أرومة ولد الشيخ سليمان بن محمد بن علي الزبن فأبوه توفي حاجاً عام 1356 هـ ووالده علي استشهد في معركة البكيرية والتي كانت من الوقائع التاريخية الحاسمة في تأسيس المملكة العربية السعودية.

ووالدته هي: هيا بنت إبراهيم التركي، نشأ كما ينشأ أقرانه وقد بدت منطقة القصيم ونجد بعامة تدعو إلى الاستقرار ونبذ التقاتل إلى غير رجعة إن شاء الله.

فحرص أبوه على تعليمه فأوكله إلى الشيخ عبد الرحمن السالم والذي كان له فضل كبير في تعليم أبناء البلد القرآن والقراءة والكتابة كما أن المترجم له أصبح يلازم أباه الذي كف بصره فأصبحت وقائع كثيرة حاضرة في ذهني. فضلاً عما يتمتع به من ذهنية متوقدة.

يحدثني أنه يستحضر حينما صلى على الإمام عبد الرحمن الفيصل آل سعود صلاة الغائب -رحمه الله تعالى- ونادى الإمام بالصلاة عليه أوائل عام 1347هـ

وفي عام 1356 صحب أباه في رحلة الحج إلى الديار المقدسة وقد ابتدأ هذه الرحلة في شهر رجب و في هذه الرحلة ذكريات جميلة وتاريخ لتلك الفترة الزمنية.

يقول كنّا نسكن أنا ووالدي قريباً من دار الأرقم ملاصقة للمسعى ونغدو ونروح إلى أحد معارف الوالد في الغزة وفي إحدى الليالي ونحن غادون قال لي: مامعك من النقود فقلت ثلاث هللات. فقال لي والدي: لاتساوي ما نريد شراءه من سكر وشاي حيث قيمة الخمس هللات – قرش واحد- قال: فوضعت الهللات الثلاث أمام البائع، وقال لي: ماتريد؟ فقلت: سكراً وشاياً. فأعطاني مايساوي طبخة، فأصبح هذا ديدني كل يوم ،وتوفي والده في مكة قبل صدور الحجاج إلى عرفة.

ثم رجع وأكمل مسيرته التعليمية حيث حفظ القرآن الكريم وكان مسجد تركي يضج بالطلاب والحفظة حيث كان الشيخ عبد الرحمن السالم الكريديس -رحمه الله- منقطعاً لتعليم القرآن الكريم والقراءه والكتابة ثم تنوعت قراءاته وتعلمه فقرأ على الشيخ محمد الخليفي والد الشيخ عبد الله الخليفي إمام الحرم -رحمهم الله تعالى-.

وقرأ على الشيخ محمد علي المحمود في مدرسة شمال الجامع وقد ألحقت هذه المدرسة في توسعة المسجد الأخيرة التي قام ببنائها المحسن الكبير والوجيه الشيخ حمود الذياب -رحمه الله-.

ثم درس على شيخ الزهد والعلم الشيخ محمد المقبل قاضي البكيرية -رحمه الله- الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد وبلوغ المرام والكبائر وأصول الإيمان كما درس على الشيخ الفقيه عبد العزيز السبيل قاضي البكيرية فيما بعد في الجامع الكبير ولم يكتف بذلك بل سمت همته إلى أن انتقل إلى الرياض حيث موطن الحُكم والعلم، وقديماً أوصى عبد الحميد الكاتب ابن المقفع ألا يغادر بلدة تخرج منها أوامر السلطان، فدرس على الشيخ محمد ابن إبراهيم -رحمه الله- كتاب التوحيد وبلوغ المرام وزاد المستقنع.

وأثناء ذلك أَمّ المصلين في رمضان بجامع ابن أحمد قبل الوصول إلى البديعة ، ورجع إلى بلدته البكيرية وقد تزود بالعلم وقد طلب زملاءه وأترابه للعمل في القضاء والإمامه والدعوة ولكن لم يرغب الانتقال عن بلدة البكيرية التي أحبها.

ثم في سنة 62 حتى سنة 66 أَم في مسجد قليب الشيوخ وكان هذا المسجد يؤمه أهل القصور المجاورة للصلاة في رمضان حيث كان الخال سليمان ذا صوت ندي وحديث جميل يرغب الناس في الصلاة خلفه.

وفي عام 67 صلى في مسجد العبيّد نيابة عن الشيخ إبرهيم الخضيري -رحمه الله- الذي انتقل إلى المسجد الجامع نيابة عن الشيخ محمد المقبل -رحمه الله تعالى-.

وأَم في عام 68 مسجد العبيّد نيابة عن الشيخ إبراهيم الخضيري الذي صلى إماماً في الجامع نيابة عن الشيخ عبد العزيز السبيّل الذي أصبح إماماً للجامع.

كما أَم في عام 69 في الجامع التحتي (الأول) نيابة عن الشيخ محمد السبيل - إمام الحرم فيما بعد - الذي صار إماماً له خلفاً لأخيه الشيخ عبد العزيز الذي انتقل إلى الجامع وأصبح الشيخ محمد ينوب عن الشيخ عبد العزيز في رمضان ثم صلى بمسجد النمال والحسون شمال الديرة وفي عام 71 شرع في بناء المسجد الجديد - الزبن - وقد كلفه الشيخ عبد العزيز السبيل بالصلاة في المسجد الجديد واستمر فيه حتى كتابة هذا المقال 15-5-1431هـ

وفي عام 1389هـ كنت قد صمت رمضان في البكيرية وكان الخال المذكور، والشيخ صالح اليوسف الدخيل الله في مسجد تركي، وعبد الله العلي الراجحي في مسجد العبيد يختمون القرآن ثلاث مرات في رمضان ليلة 21 وليلة 27 وليلة 29 وكانت المساجد عامرة والناس مقبلين على الصلاة والتراويح.

وفي عام 86 تمّ انتخابه عمدة للبكيرية ولم يفعل هذا إلاّ في عام 1395هـ ومن لطائف هذا الاختيار أن الأمير محمد بن يوسف الدخيل الله -رحمه الله تعالى- ذهب لمكة للعمرة فأحضر ختماً باسم (سليمان محمدالزبن عمدة البكيرية) وفي عام 1387هـ فتحت شركة كهرباء البكيرية فرشح رئيساً للشركة وقد تميز بالحزم والضبط في عمله حتى أن شركة البكيرية للكهرباء أصبحت من أنجح الشركات قبل توحيدها.

وفي عام 1395هـ باشر عمله عمدة للبكيرية حتى عام 1425هـ وقد عرف عنه في عمله الضبط ومعرفة الناس وتقدير منازلهم.

كما أنه عمل فترة طويلة يكتب للناس رسائلهم مع الاحتفاظ بالأسرار والأخبار وقد أطلعني بعض من يحتفظ بالوثائق والرسائل على رسالة كتبها العمدة 58هـ، كما أنه عمدة في التوثيقات والمبايعات ومحل الثقة لدى القضاة والإمارة وغيرهم.

وعمل مأذوناً للأنكحة فترة طويلة وبعد صدور التنظيمات الحديثة لم يرغب في الاستمرار، كما أنه عضو في الجمعية الخيرية في البكيرية.

وأما مسك الختام ولابد من ذكره والإشادة به وإحيائه فهو علاقته بالوالدة -عليها شآبيب الرحمة والرضوان- حصة بنت محمد علي الزبن فقد عاشا حياة هنية ملؤها الحب والتقدير والرضا والسرور.

هذا غيض من فيض أحببت أن أذكر بعض أعمال العمدة سليمان بن محمد بن علي الزبن الذي عرف بالعمدة. متعه الله بالصحة والعافية..

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد